مفهوم
الغير
المحور الأول : وجود الغير
وجود الغير ليس ضروريا
1 / وجود الغير ليس ضروريا لإدراك الانا لوجوده فكل واحد منا يستطيع ان يعرف انه موجود من خلال وعيه الفكري بذاته وليس أبدا بحاجة لوجود الغير لمعرفة ذلك، فيكفيني شعوري بذاتي ووعيه بها والحوار الذي أقيمه مع ذاتي أمام مرآة هو اكبر دليل على أنني موجود.
2 / يمكن أن يشكل وجود الغير في حياتي تهديدا وإقصاءا لي، إنه يسلبني حريتي وعفويتي وتلقائيتي، فعندما توجه إلي نظريات الغير فإنها قد تشعرني بالارتباك والحيرة، فلا أكون على طبيعتي أو كما أريد أن أكون، وهو ما يعني أن وجود الغير يشكل عامل سلب لي وبالتالي فوجوده غير ضروري.
وجود الغير ضروري
1 / وجود الغير مهم بالنسبة للانا فحتى خلال الصراع والمنافسة مع الآخرين في مجال العمل أو الدراسة يحاول كل واحد منا انتزاع الاعتراف من الآخرين المنافسين بنجاحه وتفوقه في محاولة لاثبات ذاته أمامهم، وهو ما يعني أن نجاحي او تفوقي قد يكون مشروطا بوجود الغير الذي أنال منه الاعتراف بما أن عليه.
2 / وجود الغير ضروري لوجودي ولمعرفتي بذاتي : كم هي الخصال والصفاة التي أختص بها وفي نفس الوقت أكون جاهلا بها، ولولا وجود الغير في حياتي لما تمكنت من معرفة حقيقة ذاتي، فشجاعتي أو شهامتي أو خجلي... هي صفاة تخصني لكنني لا أتعرف عليها إلا من خلال الغير فهو الوسيط بيني وبين نفسي، ومن خلال وجوده أكتشف ذاتي واتعرف على حقيقتها .
المحور
الثاني :
معرفة الغير
إمكانية معرفة الغير
إذا ما بنينا معرفتنا على أشخاص جدد انطلاقا من حكمنا على مظهرهم او شكلهم أو سلوكاهم الخارجي فإن هذه المعرفة ستكون ناقصة وغير تامة، لكن عند فتح جسور التواصل ومشاركة الأفكار والمشاعر والتجارب الإنسانية معهم يصبح بمقدورنا النفاذ إلى أعماقهم وتكوين معرفة يقينية وتامة. فالتلميذ الجديد الذي التحق بقسمنا أو الجار الجديد الذي انتقل للعيش في حينا... قد تبقى معرفتنا بهم معدومة ومتعذرة، لكن بمجرد الدخول في حوار وتواصل بيننا تذوب معه كل الموانع والعوائق ونتمكن من معرفتهم كما يتمكنون هم من معرفتنا.
استحالة المعرفة
1 / قد تنبني معرفة الأب لابنه على فكرة الإطلاق، إذ يعتقد الأب أو الأم انهما يملكان معرفة حقيقية بأبنائهم، لكنهم في كثير من الحالات يتفاجؤون في بعض مراحل نمو أبنائهم بأسرار يخفونها عنهم ولا يرغبون في مشاطرتها معهم، وبذلك لا يعودون قادرين على معرفتهم وهو ما يدفهم في كثير من الأحيان للتصريح علنا بأنهم لم يعودوا قادرين على معرفة أبنائهم كما كانوا من قبل .
2 / لكل واحد منا له عالمه الخاص الذي لا يمكن مشاطرته مع الآخرين، فانعزال الغير عن الجماعة وتقوقعه على ذاتنا وانغلاقه على نفسه يحول دون التقرب منه وبالتالي يستحيل علينا معرفته.
المحور
الثالث : العلاقة مع الغير
علاقة الصراع
انتشرت في دول العالم خاصة تلك التي كانت منارة للحرية والتعايش وتقبل الآخر مظاهر العنصرية و التهميش والاقصاء تجاه الأقليات المهاجرة، وهو ما جعل العلاقة مع الغير تأخذ منحى خطير تمثل في العداوة وتطور إلى حد القتل والاعتداء القائم على التمييز العرقي والديني كما هو الحال مع حركات اليمين المتطرف في أوروبا، أو محاولات الاستلاء على ممتلكات الآخرين كما هو الحال مع المستوطنين في فلسطين المحتلة .
علاقة الغربة
يصبح بعض الأشخاص غرباء داخل وطنهم وثقافتهم فتتحول علاقتهم بمجتمعهم إلى غرابة ناتجة عن الصراع بين الأجيال والقائم على التفاوت في القيم والأخلاق والمبادئ، فوجود شخص كبير نسبيا مع مجموعة من الشباب يجعله عنصرا دخيلا بينهم بحكم الاختلاف العمري / السني بيه وبينهم.
علاقة تواصل
التواصل مع الغير يكون ممكنا إذا ما توفر
الانفتاح الفكري والوجداني الصريح بين الذوات حيث تدعو البشرية إلى توطيد علاقات
الحوار والمحبة المعطلة من حيث الهدف والتسامح بين الأديان والثقافات والشعوب لأن
ذلك يقلص مساحة الجمود والانغلاق بين الأشخاص وهو ما بثنا نشاهده مؤخرا في عقد
مؤتمرات لحوار الأديان والتسامح وتقبل الآخر والانفتاح عليه.
لتحميل درس الغير من هنا
لتحميل منهجية القولة بصيغة PDF من هنا
لتحميل منهجية السؤال الفلسفي بصيغة PDF من هنا
لتحميل منهجية النص بصيغة PDF من هنا
لمتابعة منهجية النص الفلسفي على اليوتوب من هنا
لمتابعة منهجية القولة الفلسفية على اليوتوب من هنا