" تقتضي دراسة الإنسان مناهج ليست كلها مماثلة لمناهج العلوم التجريبية."

 

" تقتضي دراسة الإنسان مناهج ليست كلها مماثلة لمناهج العلوم التجريبية."

انطلاقا من القولة، بيّن )ي( حدود استفادة العلوم الإنسانية من نموذج العلوم التجريبية.

الامتحان الوطني الموحد للباكالوريا _ الدورة الاستدراكية 2015_ مسلك العلوم الإنسانية

الفهم

يتعين على المترشح )ة( في معالجته للقولة أن يحدد موضوعها )مفهوم العلوم الإنسانية(.

وأن يصوغ إشكالها المرتبط بعلمية العلوم الإنسانية وطبيعة المناهج الملائمة للوصول إلى هذا الهدف .

و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل و المناقشة من قبيل: ما العلوم الإنسانية؟ ما العلوم التجريبية؟ المنهج ؟ كيف تصبح دراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية؟ ما حدود استفادة العلوم الإنسانية من مناهج العلوم التجريبية لتحقيق العلمية؟ ألا يمكن للعلوم الإنسانية أن تبني نموذجا للعلمية خاصا بها ؟ هل علمية العلوم الإنسانية تقتضي بالضرورة الاستعانة بمناهج العلوم التجريبية ؟

تحيل القولة موضوع الدراسة إلى إشكالية العلمية و المنهج في العلوم الإنسانية مقارنة بالعلوم التجريبية، فإذا كانت العلوم التجريبية حققت قفزة علمية مكنت الإنسان من السيطرة والسيادة على الطبيعة ، بفضل المناهج العلمية التي اعتمد عليها العلماء، والتي تحتل عملية التفسير مكانة هامة فيها، وهو ما لا يمكن قياسه على العلوم الإنسانية بسبب الاختلاف البين بين الظواهر الطبيعية و الظواهر الإنسانية وهو ما دفعها لابتكار مناهج تراعي خصوصية وتميز هذه الظواهر (الإنسانية)، إلا أن ذلك لا يمنع من تحقيق العلمية والموضوعية في العلوم الإنسانية على غرار ما هو متحقق في العلوم التجريبية اعتماد على نفس هذه المناهج التجريبية. فلم يعد مطلب الموضوعية الضرورة الوحيدة الملحة للعلوم الإنسانية بل أضيف لها مطلب القدرة على التفسير والتنبؤ أيضا. ما العلوم الإنسانية؟ ما العلوم التجريبية؟ المنهج ؟ كيف تصبح دراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية؟ ما حدود استفادة العلوم الإنسانية من مناهج العلوم التجريبية لتحقيق العلمية؟ ألا يمكن للعلوم الإنسانية أن تبني نموذجا للعلمية خاصا بها ؟ هل علمية العلوم الإنسانية تقتضي بالضرورة الاستعانة بمناهج العلوم التجريبية ؟

التحليل

يتعين على المترشح في تحليله تحديد أطروحة القولة و شرحها، و تحديد مفاهيمها و بيان العلاقات التي تربط بينها، وتحليل الحجاج المعتمد في الدفاع عن تلك الأطروحة، و يمكن أن يتم ذلك من خلال تناول العناصر الآتية :

 تعريف مفاهيم العلوم الإنسانية، العلوم التجريبية، المنهج، و بيان العلاقات التي تربط بينها ) تضاد...(

المنهج :هو مجموع الخطوات و الإجراءات التي بواسطتها يمكن بلوغ هدف محدد في مجال معين.

العلوم الإنسانية: هي العلوم التي تتخذ الإنسان موضوعا لها.

العلوم الطبيعية: هي العلوم التي تهتم بدراسة النواحي الفيزيائية الطبيعية المادية غير البشرية لكافة الظواهر الموجودة على الأرض والكون المحيط بنا.

والعلاقة بين المفاهيم تتحدد في التضاد، بمعنى أن مناهج العلوم الإنسانية تختلف كليا عن مناهج العلوم التجريبية.

الفهم : هو النشاط الفكري الذي يدرك الإنسان بواسطته الظواهر، قصد إضفاء معنى عليها، وذلك من خلال الربط بين الفعل والنتائج.

- خصوصية الظواهر الإنسانية  (موضوعها الإنسان) من حيث إنها تتميز بالوعي و الإرادة و الحرية .

- سعي العلوم الإنسانية إلى اكتساب العلمية و الموضوعية على غرار العلوم التجريبية.

- الصعوبات التي تواجهها العلوم الإنسانية جراء تداخل الذات و الموضوع .

- محاولة علماء الإنسان اعتماد مناهج العلوم التجريبية و تكييفها مع طبيعة الظواهر الإنسانية، لم تكلل بالنجاح لمجموعة من الأسباب ( الجانب الذاتي – خصوصية الموضوع – غياب المسافة بين الذات والموضوع...)

- تحليل الحجاج : المقارنة بين العلوم التجريبية و العلوم الإنسانية واختلاف مناهجهما.

- منهج الفهم قد يكون المنهج الملائم لدراسة الظواهر الإنسانية ( ريكمان)

المناقشة

يتعين على المترشح أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها مع إبراز قيمتها و حدودها وفتح إمكانات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية:

- إبراز قيمة الأطروحة:

- عدم تلاؤم المنهج التجريبي مع خصوصية الظواهر الإنسانية .

- صعوبة الجمع بين المنهج التجريبي و المنهج التفهمي .

- ضرورة التفكير في نموذج للعلمية خاص بالمجال الإنساني..

-  التأكيد على أن طبيعة موضوع العلوم الإنسانية تفرض منهجا خاصا و ملائما

-  إننا نفسر الطبيعة ونفهم الحياة النفسية ( فلهيم ديلتاي )

-   الاعتراف بقدرة العلوم الإنسانية على بناء نموذج خاص للعلمية ( لادريير)

- بيان حدود الأطروحة:

- التأكيد على إمكانية الدراسة العلمية للظواهر الإنسانية؛

- استفادة العلوم الإنسانية من مناهج العلوم التجريبية دون إغفال خصوصية الظواهر الإنسانية القابلة للفهم؛

- رغم الاختلاف البين على مستوى الموضوع، يمكن للظواهر الإنسانية أن تخضع للصياغة الرياضي والتفسير، بل والتنبؤ (الاتجاه الوضعي / دراسة ظاهرة الانتحار مع دوركايم) بإمكاننا دراسة الظواهر الاجتماعية كأشياء ينطبق عليها مع ينطبق على الظواهر الطبيعية

-أهمية الاستفادة من التراكم الحاصل في مجال العلوم التجريبية .

التركيب

يتعين على المترشح أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر التالية :

ضرورة مراعات خصوصية الظاهرة الإنسانية باعتبارها واعية، ومتغيرة، محكومة بمحددات ثقافية، اجتماعية ونفسية

ـ التأكيد على أن اختلاف الموضوع بين العلوم الإنسانية والطبيعية انعكس على اختلاف المناهج

ـ إبراز أهمية النقاش الإبستمولوجي المفتوح حول العلمية في العلوم الإنسانية و أهمية الاستفادة من  التقدم الذي حققته العلوم التجريبية دون التضحية بخصوصية الظاهرة الإنسانية.

لتحميل درس مسألة العلمية في العلوم الإنسانية من هنا 

لتحميل منهجية القولة بصيغة PDF  من هنا 

مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية القولة الفلسفية من هنا 

***********************

***********************