هل العقل أساس بناء النظرية العلمية ؟

 

هل العقل أساس بناء النظرية العلمية  ؟

الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا الدورة العادية 2020

مطلب الفهم

•        يتعين على المترشح (ة) في معالجته للسؤال أن يعبر عن إدراك مجاله (المعرفة ) و موضوعه (النظرية والتجربة) .

•         و أن يبرز عناصر الإحراج (أو المفارقة ): العقل أساس بناء النظريات العلمية / العقل ليس أساسا وحيدا لبناء النظريات العلمية  .

•         و أن يصوغ الإشكال المتعلق بدورالعقل في بناء النظرية العلمية، نتيجة بروز نظريات علمية لا يمكن التجريب عليها، وهو ما جعل الحاجة ملحة للأساس العقلاني، دون إغفال مكانة وقيمة المنهج التجريبي، فقد كان له الفضل في تطور المعرفة العلمية في العصر الحديث

فما العقل؟ وما الأساس؟ وما المقصود بالنظريات العلمية ؟ وهل العقل أساس بناء النظريات العلمية؟ أم يمكن الانفتاح على الأساس التجريبي؟ ما معايير علمية النظريات العلمية : هل هو معيار عقلاني، نظري، صوري أن تجريبي، مادي، واقعي؟ ألا يمكن بناء نظريات علمية اعتمادا على الحوار بين الأساس العقلاني والتجريبي؟

يعالج السؤال الفلسفي موضوعا معرفيا ارتبط بمفهومي النظرية والتجربة ، فإذا كانت الأولى تشير إلى الجانب التأملي ،الفكري والنظري فإن التجربة  تحيل على الجانب العملي ،الميداني والتطبيقي... فرغم التمييز الواضح بينهما إلا أن العلاقة تكاد تكون متداخلة يصعب معها الفصل بينهما، وهو يتمحور حول طبيعة الأسس التي تتدخل في بناء النظريات العلمية. فتطور ميدان المعرفة العلمية خاصة في الفترة المعاصرة وانفتاحها على مجالات ووقائع غير قابلة للملاحظة المادية أدى إلى بروز أسس جديدة تستجيب لطبيعة الموضوعات والوقائع العلمية الجديدة. إذ تم الانفتاح على أهمية الخيال / العقل العلمي، إضافة إلى بروز مناهج صورية رياضية تواكب التطور النوعي الذي تجلى في الفيزياء المعاصرة،. ومع ذلك فلا مجال للحديث عن النظرية دون الإشارة إلى قيمة ومكانة التجربة في التأكد من الفروض العلمية، وهو ما منحها (التجربة) السبق والريادة في بناء أنساق ونظريات علمية انطلاقا من الملاحظات الأولية التي تؤدي إلى تشكل فروض أو تصورات أولية للنظرية، يتم التجريب عليها للتأكد من صحتها. . و هذا التعدد الملاحظ في طبيعة النظريات العلمية انعكس على تعدد واختلاف المعايير التي يمكن أن تكون أساسا لإثبات علميتها. فما العقل؟ وما الأساس؟ وما المقصود بالنظريات العلمية ؟ وهل العقل أساس بناء النظريات العلمية؟ أم يمكن الانفتاح على الأساس التجريبي؟ ما معايير علمية النظريات العلمية : هل هو معيار عقلاني، نظري، صوري أن تجريبي، مادي، واقعي؟ ألا يمكن بناء نظريات علمية اعتمادا على الحوار بين الأساس العقلاني والتجريبي؟

مطلب التحليل

•  يتعين على المترشح(ة) تحليل عناصر الإشكال و أسئلته الأساسية و الوقوف على الأطروحة المفترضة في السؤال موظفا المعرف الفلسفية الملائمة (من أفكار و مفاهيم و بناء حجاجي ) وذلك من خلال تناول العناصر الآتية :

•        تعريم المفاهيم : العقل ، النظريات العلمية ، الأساس

•        العقل: ملكة الحكم والتمييز، ويقصد به المبدأ العام الذي يضفي الوحدة والنظام على كل المعارف...

•    النظريات العلمية : هي مجموع الأطروحات والقوانين التي تؤسس نسقا متكاملا لفهم وتفسير الظواهر في مجال معين والتنبؤ بها .

•        الأساس : المقياس والمعيار المستعمل للتمييز بين النظريات العلمية

•   والعلاقة بين المفاهيم قائمة على الترابط والتكامل، بمعنى ان صدق النظريات العلمية يستلزم بالضرورة حضورا للأساس العقلاني .

•        فقدان التجربة لأهميتها و قيمتها في حسم علمية النظريات العلمية .

•        تحول مفهوم الواقع في العلم و انتقاله من واقع معطى إلى واقع مبني .

•    بروز نظريات علمية تنتمي لواقع ميكروفيزيائي ( واقع غير قابلة للملاحظة المادية) جسيمات الذرة اللامتناهية في الصغر.

•        قد تشكل التجربة عائقا في طريق التقدم العلمي

•        النظرية تقود التجربة من تصورها الأولي حتى نهايتها في المختبر

•         أهمية العقل و الخيال في العلم ( روني توم )

•        مفهوم الفراغ مع غاليلي (مثال)

•         أمثلة من تاريخ العلوم :

•      تطور العلوم خاصة في ميدان الرياضيات والمنطق، لم يكن بفضل التجارب الميدانية وإنما نتيجة الاعتماد على أساس عقلاني صوري رياضي

•        توظيف غاليل للخيال العقلي عند القيام بالتجرية على مستوى الفراغ(بعدما قام بها على مستوى الماء، الهواء والزئبق)

•   تطور الفيزياء المعاصرة وانفتاحها على وقائع غير قابلة للملاحظة (الالكترونات، البروتونات...) ساهم في الرفع من قيمة العقل كأساس لتطور النظريات العلمية

•         مطلب المناقشة

·       يتعين على المترشح أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها و طرح إمكانات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال، من خلال العناصر الآتية :   لا يمكن الاستغناء عن التجربة في مجال المعرفة العلمية .

·       شكلت التجربة على الدوام مرجعا للعلماء في الحكم على علمية النظريات

·       اشتغال العلم على وقائع ماكروفيزيائية جعل الحاجة للتجرية تتزايد

·       التجربة لها دور في بناء النظريات العلمية

·      ساعدت التجربة على تقدم العلم إذ قطعت مع التأملات الميتافزيقية و التفسيرات الخرافية.

·       أهمية المنهج التجريبي بخطواته في التحقق من صدق النطريات العلمية (كلود برنار) .

·       الانفتاح على تصور باشلار أو رايشنباخ كموقف تركيبي .

·       القابلية للتكذيب لمعيار مقترح للتأكد من صدق وصحة النظريات العلمية( كارل بوبر)

مطلب التركيب

•        يتعين على المترشح (ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك من خلال :

نستخلص في نهاية التحليل والمناقشة إلى أن إشكالية المعرفة العلمية والأسس التي تتدخل في تشكلها وبنائها هو أشكال فلسفي وعلمي ( فلسفة العلوم / الابستيمولوجيا) كان موضع نقاش علمي انعكس على طبيعة المواقف التي عالجته  بين مؤكد لأهمية الأساس العقلاني في بناء النظريات العلمية خاصة مع تطور العلوم وانفتاحها على وقائع غير قابلة للملاحظة المادية، وبين مدافع عن قيمة التجربة لما لعبته من دور فعال في تطور ميدان المعرفة العليمة خاصة في العصر الحديث... ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن الاختلاف والتعدد الملاحظ على مستوى المعايير هو ما يمنح المعرفة العلمية يقينيتها وصدقها وصلاحيتها، ويتحدد المعيار الأمثل تبعا لطبيعة الموضوعات والوقائع التي تكون موضوع الدراسة والبحث، فتغير الأسس والمعايير يكون تبعا لتغير الوقائع العلمية المراد الاشتغال عليها.

لتحميل درس النظرية والتجربة من هنا 

لتحميل منهجية السؤال الفلسفي بصيغة PDF  من هنا 

مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية السؤال الفلسفي من هنا 

***********************

***********************