تحليل ومناقشة نص فلسفي (مفهوم الدولة)

 

" يلزم الخروج من حالة الطبيعة التي يتصرف فيها كل واحد وفق هواه، و الاتحاد مع الآخرين في ظل سلطة عمومية خارجية و شرعية يرجع إليها أمر تحديد كل ما يعود للأفراد من حقوق يكون لزاما على الآخرين الاعتراف لهم بها، أي أنه يتعين الانتقال إلى العيش في إطار الدولة (...).

إن الفعل الذي بواسطته يتحد الأفراد و يؤسسون الدولة هو التعاقد الذي بموجبه يتخلى الأفراد و الجماعة عن الحرية التي كانت لهم سابقا كي يستعيدوها في صورة جديدة داخل الدولة . و الناس، إذ يتنازلون في إطار الدولة عن جزء من حريتهم الفطرية ، يكسبون بالمقابل حرية كاملة مغايرة للحرية المتوحشة التي لا ضوابط لها. تنبع هذه الحرية الجديدة من إرادة الناس الجماعية في العيش تحت سلطة شرعية لدولة تحكمها القوانين.                               حلل (ي) النص وناقش(ي)ه

الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا الدورة الإستدراكية 2016

(مسلك العلوم الإنسانية) 

مطلب الفهم

 

يتعين على المترشح (ة)، في معالجته للنص، أن يحدد موضوعه ( مجزوءة السايسة /مفهوم الدولة ).

وأن يصوغ إشكاله المتعلق بأساس الدولة و غاياتها، باعتبارها مكسب حضاري تهتدى إليه الإنسان للخروج من وضعه الطبيعي وضمان تمتعد بحقوقه الأساسية

و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل و المناقشة من قبيل: ما الدولة ؟ وما التعاقد؟ وما الحرية؟ ما أساس الدولة ؟ وما غايتها؟ من أين تستمد الدولة مشروعيتها ؟ وما الغايات التي تسعى الدولة لتحقيقها ؟ وهل تعتبر الدولة غاية في حد ذاتها أم أنها مجرد وسيلة لتحقيق غايات الأفراد في الحرية والعيش الكريم؟

لقد شكل وجود الدولة لحظة حاسمة في تاريخ الإنسان، عبر الانتقال للعيش في ظل سلطة عمومية متعاقد ومتفق حولها، لتيسير الخروج من الحالة الطبيعية التي مثلت أسوأ نموذج للحياة الإنسانية. فكانت الحاجة ملحة لوجود الدولة بغية تجاوز هذه الوضعية من خلال سن منظومة من القوانين والتشريعات ضمانا لتمتع الأفراد بحقوقهم وكرامتهم وحياتهم. إلا أن ذلك لا يعني القطع الكلي والتام مع بعض مظاهر الحالة الطبيعية، فحتى في ظل وجود الدولة مازالت بعض السلوكات تهدد حياة الأفراد كالعنف والوحشية والاحتكام إلى القوة المادية سواء من الأفراد اتجاه بعضهم البعض، أو من طرف الدولة اتجاه مواطنيها.

 فما الدولة؟ وما التعاقد؟ وما الحرية؟ ما أساس الدولة ؟ وما غايتها؟ من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟ وما الغايات التي تسعى الدولة لتحقيقها ؟ وهل تعتبر الدولة غاية في حد ذاتها أم أنها مجرد وسيلة لتحقيق غايات الأفراد في الحرية والعيش الكريم؟

مطلب التحليل

يتعين على المترشح (ة) في تحليله تحديد أطروحة النص و شرحها، و تحديد مفاهيمها و بيان العلاقات التي تربط بينها، وتحليل الحجاج المعتمد في الدفاع عن تلك الأطروحة التي مفادها أن  الدولة تضمن الحرية الحقيقية للأفراد بما يحقق كرامتهم، و يمكن أن يتم ذلك من خلال تناول العناصر الآتية:

ـ التأكيد على أن غاية الدولة ترتبط بتحقيق حرية الأفراد في العيش الكريم .

ـ تعريف مفاهيم: الدولة، الحرية، التعاقد، حالة الطبيعة، الدولة: جهاز سياسي يعمل على حماية القانون وتأمين النظام لمجتمع معين، عبر مجموعة من المؤسسات والأجهزة. التعاقد: هو الاتفاق الذي تواضع عليه الأفراد للخروج من حالة الطبيعة. حالة الطبيعة: هي الوضعية التي عاشها الإنسان وقد كانت مطابقة لطبيعته وفطرته. الحرية: استقلال الذات فكرا وسلوكا، وعدم خضوعها لأي اكراهات كيفما كانت...هناك ارتباط وتداخل بين المفاهيم، بمعنى أن التعاقد انتقلنا من خلاله الى الدولة التي ضمنت تمتع الافراد بحرياتهم بعدما كانت مطلقة في الحالة الطبيعية.

- حالة الطبيعة كشفت عن أنانية الإنسان المفرطة وتفضيل الذاتية على حساب الآخرين.

- فكانت الحاجة ملحة للانتقال إلى الحالة المدنية وهي حال خضوع كلي لسلطة القوانين.

- الدولة أهم مكاسب حالة التمدن، وقد استمدت مشروعيتها من التعاقد والاتفاق .

-غاية الدولة تحقيق الحرية المدنية التي تتيح للأفراد ممارستها بشكل دائم ومستمر، وهي حرية مدنية مسؤولة

- اعتماد النص على ألية المقارنة بين حالتي الطبيعة و المدنية، لبيان قيمة و أهمية وجود الدولة

مطلب المناقشة

يتعين على المترشح (ة) أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها مع إبراز قيمتها و حدودها و فتح إمكانيات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية :

- إبراز قيمة الأطروحة:

ـ أهمية وجود الدولة و قوانينها و مؤسساتها، في ضمان استمرارية الحياة

ـ التأكيد على أهمة الإرادة الجماعة الحرة القائمة على الاتفاق والتعاقد كأساس للدولة .

ـ بيان قيمة حالة التمدن (جون جاك روسو)

ـ التأكيد على أن الدولة وسيلة لتحقيق غايات الأفراد في التمتع بحريتهم وخيراتهم المدنية ( جون لوك / اسبينوزا )

- بيان حدود الأطروحة:

ـ حالة الطبيعة لم تكن دائما حياة وحشية وعنف وجور .

ـ الدولة غاية في حد ذاتها (هيجل)

ـ إذا كان وجود الدولة ارتبط بالقضاء على عنف الأفراد فإنها استأثرت به، وعملت على ممارسته، وهو ما عرض حياة وحرية وكرامة الأفراد للخطر.

ـ ارتبط ظهور الدولة بالعنف ( ماكس فيبر)

ـ غاية الدولة تبرر وسائلها ( ماكيافيلي )

مطلب التركيب

يتعين على المترشح(ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك :

 إبراز الطابع الإشكالي لأساس الدولة و غاياتها.

ـ اختلاف المقاربات التي نَظَرت للدولة بين التصور الشمولي الكلياني والتصور الحقوقي التعاقدي.

ـ الحاجة أضحت ملحة لقيام نظم ديمقراطية تحترم حقوق الأفراد و الجماعات، في إطار تصور قانوني وحقوقي يراعي الكرامة وصيانة الحقوق.

لتحميل درس الدولة من هنا 

لتحميل منهجية النص بصيغة PDF  من هنا 

مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية النص الفلسفي من هنا 

***********************

***********************