يسعد مدونة بيت الحكمة أن تقدم لتلامذتها وزوارها الأعزاء دروس مادة الفلسفة
لكل الشعب والمسالك
إن التعريف السالف يضعنا أمام جملة
من الإشكالات التي تدور في فلكه من خلال التساؤل عن الغاية الحقيقية من وجود
الدولة ومن أين تستمد هذه الأخيرة مشروعيتها ؟ ثم عند الحديث عن الأجهزة والمؤسسات
سنتساءل عن طبيعتها ،أي عن طبيعة السلطة السياسية ؟ ثم إن دوام وجود الدولة
واستمراريتها هل هو رهين بالقوانين والحقوق التي تسير وفقها، أم أن ما تمارسه من
عنف وإكراه هو الضامن لبقائها ؟
إذن فتعريف الدولة بقدر ما هو واضح
وجلي بقدر ما هو إشكالي وعميق، ولعل ما يجعله كذلك التساؤلات الكبرى الثلاثة :
أولها :ما هي الغايات بالضبط التي
من أجل تحقيقها توجد الدولة ؟هل هذه الغايات تتأسس على ما هو بيولوجي طبيعي في
الإنسان فتكون الدولة قد لازمته منذ وجوده على وجه البسيطة، أم أن هذه الغايات
تتأسس على ما هو ثقافي مكتسب فتكون الدولة مكسب حضاري لم يهتد الإنسان له إلا بعد
رحلة طويلة من تاريخه ؟ بعبارة جد موجزة :ما أصل الدولة ؟ وما الغاية من وجودها ؟
ثانيها :مما لا ريب فيه أن
تدبير شؤون الأفراد والسهر عل تحقيق الغايات الكبرى التي وجدت الدولة لأجلها
يتطلب توفر مجموعة من الأجهزة والمؤسسات والسلط. فما طبيعة هذه المؤسسات والسلط :
هل هي ذات طبيعة مادية مرئية أم أنها ذات طبيعة معنوية خفية ؟هل تنحصر سلطة الدولة
في هيئاتها المعروفة كالتشريعية والتنفيذية والقضائية، وفي مؤسسات كالمحكمة والسجن أم تتعدى كل ذلك لتحضر حتى في الأسرة
والمدرسة والجمعية والحزب والنقابة والمسجد...وفي كل القوى الفاعلة الأخرى داخل
الجماعة، بما في ذلك تلك التي يبدوا أنها تعمل ضد الدولة ؟
لتنزيل الملخص كاملا بصيغة PDF أنقر أسفله