Type Here to Get Search Results !

تحليل ومناقشة نص فلسفي(مسألة العلمية في العلوم الإنسانية)


لم يحقق التحليل العلمي للمجتمعات بعد سوى تقدم ضئيل. فعلم الاجتماع مازال بالنسبة لعلوم الطبيعة في وضع متخلف. ذلك يعني أن القطاع الذي تتوفر لنا فيه تحليلات موضوعية و ملاحظات دقيقة و تفسيرات علمية مازال ضعيفا جدا بالنسبة للقطاع الذي تكون فيه الوقائع معروفة فقط عبر الحس العام أو الانطباعات الشخصية أو الذاتية. إن بناء الفرضيات و النماذج و النظريات الضرورية لتطور البحث العلمي يتميز إذن بصعوبة خاصة في مجال علم الاجتماع. و يستند عدد كبير من هذه الفرضيات و النماذج

و النظريات إلى عناصر غير ثابتة و غير محققة، في حين يقل هذا العدد في علوم الطبيعة. من الصعب، إذن، تمييز هذه الفرضيات و النماذج و النظريات العلمية عن الإيديولوجيات في مجال علم الاجتماع (...) إن كون الملاحِظ عنصرا من الظاهرة الملاحظَة يدعم هذا الالتباس عبر دفع العالِم إلى بناء فرضيات و نظريات يغديها بصورة غير واعية بواسطة إيديولوجيته الخاصة. و مهما تكُن جهوده كي يكون صادقا و موضوعيا و متجردا، فهو ليس كذلك بصورة كاملة ".

                                                          حلل (ي) النص وناقش(ي)ه

الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا الدورة العادية2014 (مسلك العلوم الإنسانية)

مطلب الفهم

يتعين على المترشح (ة) في معالجته للنص أن يحدد موضوعها (مسألة العلمية في العلوم الإنسانية ).

 و أن يصوغ إشكالها المتعلق بعلمية السوسيولوجيا و موضوعيتها، مقارنة بالعلوم الطبيعية.

و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل والمناقشة من قبيل: ما علم الاجتماع؟ ما المقصود بالعلوم الطبيعية؟ و ما الموضوعية؟ وهل علم الاجتماع علم موضوعي على غرار العلوم الطبيعية؟ وما هو  النموذج العلمي الملائم للعلم الاجتماع؟ وهل يمكننا دراسة الظاهرة الاجتماعية بنفس الكيفية التي ندرس بها الظاهرة الفيزيائية؟ أم هناك نموذجا آخر للعلمية مناسب لدراسة هذه الظاهرة؟

يتأطر النص ضمن مجزوءة المعرفة، ويعالج قضية العلمية والموضوعية في العلوم الإنسانية بشكل عام وفي علم الاجتماع بشكل خاص. فالخلاف حول نموذجية العلوم الانسانية بدأ يظهر خلال القرن التاسع عشر عندما بدأت العلوم الطبيعية تستقر، حينما بدأت الدعوة إلى دراسة الظواهر الاجتماعية دراسة موضوعية واختيار النموذج العلمي المناسب لذلك، واعتبارها كجميع الظواهر الفيزيائية يمكن أن نعتمد في دراستها على المنهج العلمي. من هنا بدأت تظهر وجهات نظر متعددة سواء تعلق الأمر بمدى إمكانية تحقيق شرط الموضوعية أو بالمنهج المناسب لها. وإذا كانت العلوم الفيزيائية تتناول بناء المادة والقوى التي تعمل في هذه المادة، فإن علم الاجتماع تناول الظواهر الاجتماعية وبناء  المجتمع والقوى التي تعمل فيه. فما المقصود بعلم الاجتماع؟ وما العوم الطبيعية؟ وهل علم الاجتماع علم موضوعي على غرار العلوم الطبيعية؟ وما هو  النموذج العلمي الملائم للعلم الاجتماع؟ وهل يمكننا دراسة الظاهرة الاجتماعية بنفس الكيفية التي ندرس بها الظاهرة الفيزيائية؟ أم هناك نموذجا آخر للعلمية مناسب لدراسة هذه الظاهرة؟ وإذا اعتمدنا المنهج العلمي كنموذج لدراسة الظاهرة الإجتماعية ألا يكون الأمر أصعب مما نتوقع باعتبار أن السلوك أو الفعل الإنساني هو فعل ذو معنى وبالتالي فالظاهرة الانسانية هي ظاهرة معقدة.

مطلب التحليل

- يتعين على المترشح (ة) في تحليله تحديد أطروحة النص و شرحها، و تحديد مفاهيمها و بيان العلاقات الدي تربط بينها، وتحليل الحجاج المعتمد في الدفاع عن تلك الأطروحة ، و يمكن أن يتم ذلك من خلال تناول العناصر الآتية :

-  التأكيد على تخلف علم الاجتماع مقارنة بالعلوم الطبيعية (الأطروحة)

-  تعريف مفاهيم : علم الاجتماع، العلوم الطبيعية، الموضوعية .

-  علم الاجتماع: يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية والتي هي عبارة عن قوى تفرض على المجتمع نوعاً معيناً من التصرف، والتفكير والعواطف، وهي ليست من صنع أفراد، بل إنها سابقة على وجودهم (دوركايم)
العلوم الطبيعية : هي العلوم التي تهتم بدراسة النواحي الفيزيائية الطبيعية المادية غير البشرية لكافة الظواهر الموجودة على الأرض والكون المحيط بنا .

-  الموضوعية:  وهي تحيل على التزام الحياد في الحكم على الأشاء وتجنب أحكام القيمة .

-  فهناك تضاد واختلاف بين العلمين فيما يتعلق بتحقيق شرط الموضوعية.

-  خضوع دراسة الظواهر الاجتماعية للانطباعات الشخصية والميول الذاتية والإيديولوجيات، بخلاف علوم الطبيعة، التي تقوم على تحليلات موضوعية وتفسيرات علمية .

-  صعوبة بناء الفرضيات والنماذج والنظريات في علم الاجتماع ، لأن عناصرها غير محققة وثابثة.

-   صعوبة الفصل بين الباحث ومجال البحث في السوسيولوجيا، وهو شرط أساس لقيام الموضوعية

مطلب المناقشة

يتعين على المترشح (ة) أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها مع إبراز قيمتها و حدودها و فتح إمكانيات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية :

← إبراز قيمة الأطروحة :

- التأكيد على وجود اختلاف بين علم الاجتماع والعلوم الطبيعية سواء على مستوى الموضوع أو المنهج، وهو ما لا يسمح بتحقيق الموضوعية والعلمية

- إن الاختلاف بين ظروف عمل الفيزيائيين وظروف عمل السوسيولوجيين ليست مسألة درجة ،إنما مسألة طبيعة العمل (لوسيان غولدمان) تدخل المحيط في التأثير على عمل السوسيولوجي.

← بيان حدود الأطروحة :

- يمكن تحقيق الموضوعية إذ ما تم تشيء الظواهر الاجتماعية ( دوركايم)

- نموذج العلمية في العلوم الطبيعية لا يعتبر نموذجا وحيدا ومطلقا .

-  تمكن السوسيولوجيا من بناء مناهج خاصة لدراسة الظواهر الاجتماعية (لادريير)

-  حصيلة السوسيولوجيا رغم حداثة عهدها حصيلة إيجابية...

مطلب التركيب

يتعين على المترشح (ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك من خلال التأكيد على : 

ـ صعوبة تحقيق الموضوعية والعلمية عند دراسة الظواهر الاجتماعية

ـ التأكيد على  اختلاف الموضوع بين علم الاجتماع والعلوم الطبيعية وأثر ذلك على تحقيق العلمية.

ـ تعدد المواقف والمذاهب والمدراس التي قاربت مسألة العلمية في السوسيولوجيا .

لتحميل درس مسألة العلمية في العلوم الإنسانية من هنا 

لتحميل منهجية النص بصيغة PDF  من هنا 

مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية النص الفلسفي من هنا 





***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

Top Post Ad

Below Post Ad