Type Here to Get Search Results !

تحليل ومناقشة نص فلسفي ( مفهوم التاريخ / المعرفة التاريخية)


" إننا لا نحصل على الحوادث التاريخية مباشرة. فهناك العديد من الباحثين الذين يصنعونها بواسطة آلاف الملاحظات و انطلاقا من مساءلة الكثير من الوثائق. و لا ينبغي الاعتراض بالقول إن هذا العمل هو مجرد جمع للوقائع و ليس مطابقا بالضرورة للحوادث التاريخية كما هي (..) إن الحوادث التاريخية هي جزء من تركيب متشابك،

و هي ليست معطاة و إنما تبنى من طرف المؤرخ انطلاقا من فرضيات و بواسطة مجهود شاق .

إن كل عمل المؤرخ يقوم على الانتقاء: فهو يختار من الوثائق الكثيرة التي يحصل عليها ما يراه مناسبا، يركز على أمور و يغفل أخرى، يما أنه ينشئ المواد التي يشتغل عليها أو على الأصح يعيد إنشاءها. إن المؤرخ لا يتجول في الماضي بدون قصد مثلما يفعل جامع القُمام الذي يبحث عن المُهملات، و إنما ينطلق في بحثه من خطة محددة سلفا، أو من مشكل يتطلب حلا ا أو من فرضية يستعى إلى التحقق منها. و كل من لا يعترف بالطابع العلمي لهذا العمل، إنما يعبر بذلك عن جهله بالعلم و شروطه و مناهجه."                                   حلل النص وناقشه

الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا الدورة الإستدراكية  2016

مسلك الآداب

مطلب الفهم

يتعين على المترشح (ة) في معالجته للنص أن حدد موضوعه (مفهوم التاريخ).

 و أن يصوغ إشكاله المتعلق بطبيعة المعرفة التاريخ ومدي إمكانية تحقيق شرط العلمية والموضوعية .

و يطرح أسئلته الأساسية  الموجهة للتحليل  و المناقشة من قبيل: ما التاريخ؟ ما طبيعة المعرفة التاريخ ؟ هل ترقى هذه المعرفة إلى مستوى العلم ؟ هل المعرفة التاريخية معرفة علمية وموضوعية على غرار المعرفة العلمية ؟ أم أنها ما زالت لم ترقى بعد إلى مستوى العلم ؟ هل هي ذاتية أم موضوعية ؟

 يعالج النص قضية فلسفية تتعلق بوضع الإنسان في خضم السيرورة التاريخية بأحداثها ووقائعا والتي يحاول جاهدا نقلها وتدوينها أو البحث في ثنايا الآثار و الوثائق التي وصلته، لعه يكون معرفة خالصة ويقينية حول الأحداث التاريخية . ومادام الحدث التاريخي جزء من الماضي فحري بالمؤرخ والباحث التسلح بالموضوعية اللازمة للوصول إلى معرفة يقينية ودقيقة حول أحداث الزمن الغابر ، إلا أن شرط الزمن هذا المتمثل في بعد المسافة (الزمانية) بين الدارس وموضوع الدراسة، قد يحول دون تحقيق العلمية المنشودة ،وما قد يطرحه تدخل الجانب الذاتي للمؤرخ أو الباحث - وتغليبه -  في استحالة  الوصول لمعرفة تاريخية موضوعية .

فإذا كان التاريخ مجموعة من الوقائع والأحداث المنتمية للماضي الإنساني فإنه مع ذلك يشكل معرفة نكونها ونمتلكها عن ماضينا الإنساني. فما التاريخ؟ وما طبيعة هذه المعرفة التي نكونها عن الماضي ؟هل هي معرفة علمية قائمة على منهج علمي ؟ أم مجرد معرفة عامية قائمة على السرد والخيال ؟ هل يمكن الحديث عن موضوعية المعرفة التاريخية وحياديتها ؟ هل المعرفة التاريخية ذاتية أم موضوعية ؟

مطلب التحليل

·        يتعين على المترشح (ة) في تحليله تحديد أطروحة النص و شرحها، و تحديد مفاهيمه و بيان العلاقات التي تربط بينها، وتحليل الحجاج المعتمد في الدفاع عن تلك الأطروحة التي مفادها أن المعرفة التاريخية  معرفة علمية . و يمكن أن يتم ذلك من خلال تناول العناصر الآتية:

·        تحديد مفاهيم النص: التاريخ، الحوادث التاريخية، الفرضيات .

·  التاريخ :علم من العلوم الإنسانية يهتم بماضي الإنسان ويتناول دراسة الحوادث التاريخية باعتبارها ظواهر تحمل دلالات إنسانية

·        الحوادث التاريخية : مجموع الظواهر والوقائع التاريخية الماضية والتي تتمركز حول الإنسان

·        الفرضيات : جمع فرضية وهي التفسير المحتمل والمقترح لظاهرة ما ويتم تأكيدها او نفيها عبر التجربة .

·       ويتضع ان هناك علاقة تكامل بين هذه المفاهيم ،أي أن دراسة التاريخ بأحداثه الماضية ينطلق من  فروض علمية قائمة على الملاحظة .

·        لا تقوم المعرفة التاريخية  على جمع حوادث معطاة مباشرة وبشكل عشوائي

·     الحادثة التاريخية نتاج قوانين عامة و بالتالي فهي قابلة للدراسة و الفهم ضمن هذا الإطار.

·        الحادثة التاريخية مبنية انطلاقا من بحث دقيق و فرضيات علمية .

·        عمل المؤرخ عمل منظم توجهه قصدية .

·        نفي طابع العلمية عن عمل المؤرخ ينم عن جهل بطبيعة العلم ومناهجه...

·        اعتماد آليات في الدفاع عن الأطروحة من بينها: المقارنة  ،الدحض ، المثال .

مطلب المناقشة

·       يتعين على المترشح (ة) أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها مع إبراز قيمتها و حدودها و فتح إمكانيات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية :
← إبراز قيمة الأطروحة :


 التأكيد على الطابع العلمي للمعرفة التاريخية .
المعرفة التاريخية ليست معطاة بقدر ما هي بناء وفق منهج مفكر فيه من طرف المؤرخ (بول ريكور) .
إن التاريخ من حيث المبدأ هو معرفة علمية بالماضي الإنساني ( هينيري مارو) .

← إبراز حدود الأطروحة :


 كون المعرفة التاريخية منحصرة في الفردي و الخاص يقلل من قيمتها العلمية .
 وجود مسافة زمانية بين التاريخ ومحاولة معرفته، يحول دون بناء أي معرفة علمية وموضوعية (رايمون آرون)
 تدخل ذاتية المؤرخ يحول دون تحقيق الطابع العلمي للمعرفة التاريخية (روسو)
التاريخ معرفة وليس علما (شوبنهاور)

مطلب التركيب

·        يتعين على المترشح (ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع تقديم رأي شخصي مدعم، ويمكن أن يتم ذلك من خلال :

·        التأكيد على تباين وجهات نظر الفلاسفة حول مسألة علمية المعرفة التاريخية وهو ما يبين طابعها الإشكالي بسبب الاختلاف بصدد علميتها .

·         إبراز أهمية موضوع التاريخ كعلم من العلوم الإنسانية و بعد من أبعاد الوضع البشري .

·         تدخل ذاتية المؤرخ قد يكون سببا في صعوبة الوصول لعلمية المعرفة التاريخية

لتحميل درس التاريخ من هنا 

لتحميل منهجية النص بصيغة PDF  من هنا 

مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية النص الفلسفي من هنا 





***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

Top Post Ad

Below Post Ad