Type Here to Get Search Results !

تحليل ومناقشة نص فلسفي ( مفهوم الغير / العلاقة مع الغير)

إذا فحصنا حياتنا و علاقتنا مع الغير، سنرى أنها علاقة تسير نحو الانزواء والانعزال. نحن غير مهتمين بالغير و غير مكترثين به رغم أننا نتكلم عنه كثيرا. إننا نرتبط بشخص آخر طالما أن تلك العلاقة ترضينا و تشبعنا و تمنحنا م لاذا. و لكن في اللحظة التي يطرأ فيها إزعاج في العلاقة يؤدي إلى عدم راحتنا، فإننا ننبذ تلك العلاقة. بتعبير آخر، هناك فقط علاقة طالما نحن راضون. يمكن أن يبدو هذا الأمر

قاسيا، و لكن إذا فحصتم حياتكم بدقة سترون أن هذه حقيقة، و تجنب الحقيقة يعني الجهل الذي لا يمكن أن ينتج علاقة صحيحة. إذا فحصنا حياتنا و رصدنا العلاقة مع الغير، سنرى أنها سيرورة بناء مقاومة ضده، أو جدار ننظر من فوقه إليه، و لكننا دوما نحتفظ بالجدار و نبقى خلفه، سواء كان جدارا نفسيا أو ماديا أو اقتصاديا. و طالما أننا نحيا في عزلة، خلف جدار، فإننا ننهي علاقتنا مع الغير لنعيش م حصّنين، راضين، آمنين (...) . إن العلاقة مع الغير لدى معظمنا هي في الواقع سيرورة انزواء و انعزال.

                                       حلِّل (ي) النص و ناقشه (يه).

مطلب الفهم

يتعين على المترشح (ة) في معالجته للنص أن يحدد موضوعه (مفهوم الغير).

 و أن يصوغ إشكاله المتعلق بطبيعة العلاقة مع الغير والتي يمكن أن تتأسس على حمولة إيجابية ملؤها المحبة والتعاون والغيرية...،كما يمكن أن تكون ذات طبيعية سلبية تتسم بالانزواء والعزلة والصراع والاستلاب... .

و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل و المناقشة من قبيل: ما الغير؟ كيف تتحدد العلاقة معه: هل هي علاقة انفتاح و تواصل أم علاقة انزواء و عزلة ؟هل العلاقة مع الغير تنبني على أسس إيجابية (الصداقة والمحبة) أم أنها تحمل طابعا سلبيا قد يتمثل في الانغلاق الذي قد يتطور إلى صراع ومواجهة ؟

إن القراءة المتفحصة للنص تجعلنا ندرك المجال العام الذي يتأطر ضمنه، فهو يحيل على بعد أساسي من أبعاد الوضع البشري، ويتعلق الأمر بالبعد العلائقي في إطار علاقة الإنسان بالآخر/الغير. والنص يعالج قضية فلسفية لها امتداد عبر تاريخ الفلسفة، وما زالت تتمتع براهنيتها خاصة في واقع العلاقات الإنسانية الآنية، يمكن تحديدها في طبيعة العلاقة مع الغير في ظل واقع متغير يتسم بالتعقيد وتعدد الإكراهات التي تحول دون قيام علاقات إنسانية متكافئة متسمة بالفضيلة والمحبة والتعاون...

وفي خضم هذه القضية نلمس أن العلاقة مع الغير اتخذت وما زالت  أشكال ومظاهر تتراوح بين النظرة الأخلاقية التي تحاول تأسيس علاقات قائمة على الصداقة والتعاون والمحبة...وبين النظرة التشاؤمية التي ترى في الآخر مصدر صراع يجب القطع معه والانزواء عليه.

ومن هنا يمكن بسط التساؤلات التالية : ما الغير ؟ كيف تتحدد العلاقة معه: هل هي علاقة انفتاح و تواصل أم علاقة انزواء و عزلة؟ هل العلاقة مع الغير تنبني على أسس إيجابية (الصداقة والمحبة) أم أنها تحمل طابعا سلبيا قد يتمثل في الصراع والاستلاب ؟

مطلب التحليل

· يتعين على المترشح (ة) في تحليله تحديد أطروحة النص و شرحها، و تحديد مفاهيمه و بيان العلاقات التي تربط بينها، وتحليل الحجاج المعتمد في الدفاع عن تلك الأطروحة التي مفادها أن العلاقة مع الغير تبدو في ظاهرها علاقة تواصل و انفتاح بينما هي، في الواقع، علاقة انزواء و انعزال. و يمكن أن يتم ذلك من خلال تناول العناصر الآتية:

· تحديد مفاهيم النص: الغير، العلاقة ، الانعزال.

· فالغير هو انا آخر يشبهني في كونه ذات واعية، وفي نفس الوقت يختلف عني

· العلاقة يراد بها الرابطة التي تجمع بين الانا الغير، ولها أوجه متعدة علاقة نفعية-صداقة-عداوة....

· الانزواء حالة عزلة وتفرد تدفع الفرد إلى الانغلاق والتقوقع على الذات...والعلاقة بين المفاهيم قائمة على التضاد والتعارض .

·العلاقة مع الغير علاقة ظرفية محدودة .(علاقة مؤقتة)

· ترتبط الأنا بالغير عندما يحقق لها الرضى و الاطمئنان (علاقة نفعية)

· العلاقة بين الأنا و الغير هي سيرورة انعزال وانغلاق وانزواء.

·  سيرورة العلاقة مع الغير سيرورة مقاومة ضده فهناك جدار يحول بيننا وبينه (نفسي / اقتصادي/ مادي...)

مطلب المناقشة

•   يتعين على المترشح (ة) أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها مع إبراز قيمتها و حدودها و فتح إمكانيات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية :

•  إبراز قيمة الأطروحة :

• هناك جدار سميك بيني ( وبين الغير (غاستون بيرجي)

• الكشف عن زيف العلاقة التي تربط بين الأنا و الغير و ميل الأنا نحو العزلة

• الطابع المصلحي و الأناني للعلاقة مع الغير (التصور البرغماتي)

• قد تتطور عزلة الذات على الغير إلى إقصاء وتهميش وصراع (هيجل)

•  إبراز حدود الأطروحة :

•  الصداقة والمحبة كأساس للعلاقة مع الغير (أرسطو/ كانط)

•  العلاقة مع الغير تقوم على قيم التعاون والسعي لخدمة الغير ( الغيرية/ أوكست كونت)

•  العلاقة مع الغير تبنى على قيم العيش المشترك والانفتاح عليه  وتقبله رغم الاختلاف...

مطلب التركيب

• يتعين على المترشح (ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع تقديم رأي شخصي مدعم، يمكن أن يتم ذلك من خلال :

• نخلص إلى تعدد زوايا النظر للغير وشكل العلاقة المأمول ربطها معه

• إبراز صعوبة حصر العلاقة بين الأنا و الغير في بعد واحد.

• الإشارة إلى أهمية العلاقة مع الغير في بعدها المعرفي والتواصلي و الأخلاقي (قيم التعايش والتضامن)

• واقع الحياة المتسارعة يفرض علينا تقبل الآخر والانفتاح عليه ما دام لا يشكل خطرا علينا

                                                       لتحميل درس الغير من هنا 

لتحميل منهجية النص بصيغة PDF  من هنا 

مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية النص الفلسفي من هنا 


***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

Top Post Ad

Below Post Ad