ولا يكفي أن أقول إن الغريب لا يستحق الحب بوجه عام فحسب، بل ينبغي أيضا أن أقر، توخيا للصدق، أنه يستهل في غالب الأحيان عدائي، بل كراهيتي. فهو لا يبدو أنه يكن لي أي عطف، ولا يبدي أي مراعاة تجاهي. وإذا ما وجد في الأمر نفعا له، فلن يتردد في إنزال الأذى بي" حلل النص وناقشه
الامتحان الوطني الموحد للباكالوريا _ الدورة العادية 2021
كل مسالك الشعب العملية والتقنية والأصيلة
-
يتعين على المترشح (ة)
في معالجته للنص أن يحدد موضوعه (مفهوم الغير).
-
و أن يصوغ إشكاله
المتعلق بطبيعة العلاقة المتعددة الأوجه مع الغير والتي يمكن أن تتأسس على حمولة
إيجابية ملؤها المحبة خاصة إزاء الغير القريب والشبيه...،كما يمكن أن تكون ذات
طبيعية سلبية تتسم بالتعالي والعداء والكراهية خاصة إزاء الغير المجهول والبعيد...
.
-
و يطرح أسئلته الأساسية
الموجهة للتحليل و المناقشة من قبيل: ما الغير؟ ما الحب ؟ ما الغريب؟ ...ما طبيعة
العلاقة التي تجمعنا بالغير قريبا كان ام بعيدا ؟ معلوما عندنا ام مجهولا ؟ كيف
تتحدد العلاقة معه: هل هي علاقة حب و انفتاح أم علاقة عداء وكراهية ؟هل العلاقة مع الغير تنبني على أسس إيجابية
(الصداقة والمحبة والتواصل) أم أنها تحمل طابعا سلبيا قد يتمثل في الانغلاق الذي
قد يتطور إلى صراع ومواجهة ؟
إن القراءة المتفحصة للنص تجعلنا ندرك المجال
العام الذي يتأطر ضمنه، فهو يحيل على بعد أساسي من أبعاد الوضع البشري، ويتعلق
الأمر بالبعد العلائقي في إطار علاقة الإنسان بالآخر/الغير. والنص يعالج قضية
فلسفية لها امتداد عبر تاريخ الفلسفة، وما زالت تتمتع براهنيتها خاصة في واقع
العلاقات الإنسانية الآنية، يمكن تحديدها في طبيعة العلاقة مع الغير في ظل واقع
متغير يتسم بالتعقيد وتعدد الإكراهات التي تحول دون قيام علاقات إنسانية متكافئة
متسمة بالفضيلة والمحبة والتعاون... وفي خضم هذه القضية نلمس أن العلاقة مع الغير
اتخذت وما زالت أشكال ومظاهر تتراوح بين
النظرة الأخلاقية التي تحاول تأسيس علاقات قائمة على الصداقة والتعاون
والمحبة...وبين النظرة التشاؤمية التي ترى في الآخر الغريب مصدر صراع يجب القطع
معه والانزواء بعيدا عنه.
ومن هنا يمكن بسط التساؤلات التالية : ما الغير؟ ما الحب؟ ما الغريب؟ ...ما طبيعة العلاقة التي تجمعنا بالغير
قريبا كان ام بعيدا ؟ معلوما عندنا ام مجهولا ؟ كيف تتحدد العلاقة معه: هل هي
علاقة حب و انفتاح أم علاق عداء وكراهية ؟هل العلاقة مع الغير تنبني على أسس إيجابية
(الصداقة والمحبة والتواصل) أم أنها تحمل طابعا سلبيا قد يتمثل في الانغلاق الذي
قد يتطور إلى صراع ومواجهة ؟
مطلب
التحليل
- يتعين على المترشح (ة) في تحليله تحديد أطروحة النص و شرحها، و تحديد مفاهيمه و بيان العلاقات التي تربط بينها، وتحليل الحجاج المعتمد في الدفاع عن تلك الأطروحة التي مفادها أن العلاقة مع تتأرجح بين
حب القريب المشابه وعداوة البعيد الغريب. و يمكن أن يتم ذلك من خلال تناول العناصر
الآتية:
- تحديد مفاهيم النص: الغير، الغريب ، الحب...
- فالغير هو انا آخر يشبهني في كونه ذات واعية، وفي نفس الوقت يختلف عني
- الغريب يراد به الآخر المختلف عني والمتفرد بذاته، الذي
لا تجمعني به أية قواسم مشتركة....
- الحب حالة وجدانية
عاطفية وقيمة أخلاقية متعالية تهدف لتهذيب الذوق في العلاقات الإنسانية .
- النص قائم على وضع تقابل ومقارنة بين الغير القريب المشابه والبعيد الغريب
- افتراض علاقة الحب مع الغير محصورة في الشبيه والمماثل والقريب (ابن صديقي)
- الغير المجهول المختلف من الصعب الشعور إزائه بعاطفة الحب
- المحاباة والتعاطف صفاة موجهة للقريب ولا يختص بها البعيد
- مشاطرة الغريب مشاعر الحب والود تتوقف على تشييئه واعتباره بمثابة كائن من
كائنات الطبيعة ( دودة الأرض، حشرة، ثعبان)
- الغريب لا يستحق الحب او التقدير او الاحترام فقط، فغربته أساس عدائي وكراهيتي له.
- وهو نفس التصور الذي يتقاسمه الغريب معي .
- سيرورة العلاقة مع الغير سيرورة مقاومة وتعالي وعداء، فهناك جدار يحول
بيننا وبينه (نفسي / اقتصادي/ مادي...)
- البناء الحجاجي موزع على المقارنة ، التقابل ، المثال ، النفي...
مطلب
المناقشة
- يتعين على المترشح (ة) أن يناقش
الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها مع إبراز قيمتها و حدودها و فتح إمكانيات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر
الآتية :
- إبراز قيمة الأطروحة :
- العلاقات الإنسانية على مستوى
الواقع الاجتماعي تكشف عن وجود علاقة مزدوجة مع الغير القريب والبعيد
- الكشف عن زيف العلاقة التي تربط بين الأنا
و الغير و ميل الأنا نحو العزلة
- الطابع المصلحي و الأناني للعلاقة مع الغير
(التصور البرغماتي)
- هناك جدار سميك بيني ( وبين الغير (غاستون
بيرجي)
- قد تتطور عزلة الذات على الغير إلى إقصاء
وتهميش وصراع (هيجل، هايدغر)
- إبراز حدود الأطروحة :
-
رفض
الطابع المزدوج للعلاقة مع الغير
-
التأكيد
على البعد الأخلاقي في تأسيس العلاقات الإنسانية
-
الغريب
لا يشكل دائما خطرا وليس محصورا في البعيد فقط، بقدر ما قد يكون جزءا منا ويسكننا
على نحو غريب
- الصداقة
والمحبة كأساس للعلاقة مع الغير (أرسطو/ كانط)
- العلاقة مع الغير تقوم على قيم التعاون
والسعي لخدمة الغير ( الغيرية/ أوكست كونت)
- العلاقة مع الغير تبنى على قيم العيش المشترك والانفتاح عليه وتقبله رغم الاختلاف...
مطلب
التركيب
- يتعين
على المترشح (ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع تقديم رأي
شخصي مدعم، يمكن أن يتم ذلك من خلال :
- نخلص
إلى تعدد زوايا النظر للغير وشكل العلاقة المأمول ربطها معه
- إبراز
صعوبة حصر العلاقة بين الأنا و الغير في بعد واحد.
- الإشارة
إلى أهمية العلاقة مع الغير في بعدها المعرفي والتواصلي و الأخلاقي (قيم التعايش
والتضامن)
- واقع
الحياة المتسارعة يفرض علينا تقبل الآخر والانفتاح عليه ما دام لا يشكل خطرا علينا
لتحميل درس الغير من هنا
لتحميل منهجية النص بصيغة PDF من هنا
مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية النص الفلسفي من هنا