4 – الطبيعي والثقافي في الإنسان
تحليل نص إدغار موران
النص
لا يمكننا أن نستغني عن الفكرة القائلة بوجود طبيعة
بشرية، أي عن وحدة النوع البشري المتصور بخصوص كل نوع من أنواع الكائنات الحية (...)
و هكذا نكون إذن أمام مفهوم ذي مدخلين... مدخل طبيعي و آخر ثقافي. فمن البديهي أن
مفهوم الإنسان مفهوم ثقافي (...) إنه مفهوم خاضع لتحولات كبرى تبعا للثقافات، و هو
ما تثبته حتى النظريات البيولوجية نفسها. غير أنه من البديهي كذلك أن الثقافات
التي يتشكل داخلها مفهوم الإنسان، ثقافات خاصة بالتنظيم الاجتماعي لكائن بيولوجي
يظل دائما هو هو في سماته الأساسية ككائن ذي قدمين و دماغ كبير و الذي يمكن أن
نسميه إنسانا. (...) فقولنا إن الإنسان كائن بيو – ثقافي ليس معناه ببساطة وضع
هذين الحدين (بيو و ثقافي)الواحد منهما بجوار الآخر، بل إبراز كيف أنهما يسهمان
معا في إنتاج بعضهما البعض، و كيف أنهما يفضان إلى القضية الثنائية التالية:
-
كل فعل إنساني هو فعل بيولوجي ثقافي (
كأفعال الأكل و الشرب و النوم...)
- كل فعل إنساني هو في الوقت نفسه فعل بيولوجي كلية و فعل ثقافي كلية.
- E. morin, L'individualité de l'homme in philosopher, Les intégrales contemporaines, Fayard, 1980, pp, 44-48.
إشكال النص : أين يتحدد
البعد الطبيعي في الإنسان ؟ وأين يتجسد الجانب الثقافي ؟ وبماذا تتميز الطبيعة
الإنسانية ؟ وهل الإنسان كائن طبيعي أو ثقافي .
أطروحة النص :
يعتبر الإنسان كاين بيوثقافي
التحليل :
إن حديثنا عن الإنسان هو حديث عن كائن تتداخل فيه جوانب طبيعية وأخرى ثقافية، وهو
ما يجعله يحمل طبيعة خاصة موزعة بين بعدين:
-
البعد
الطبيعي : ويشير إلى الجانب البيولوجي المشترك بينه
وبين الحيوان، ويتعلق الأمر هنا بمجموع الحاجات الضرورية كالأكل والشرب والنوم
والتوالد ...
-
البعد
الثقافي : ويحيل على الجانب المكتسب الخاص بالإنسان،
ويتشكل بفعل الاحتكاك مع المجتمع عبر آليات التربية والتعلم .
فالتأكيد على ان الإنسان كائن بيوثقافي هو تأكيد على قدرته في المزاوجة بين محددات
طبيعية وجوانب ثقافية، بمعنى أن كل الحاجيات البيولوجية التي يسعى الإنسان
لتحقيقها تكون خاضعة ومؤطرة بالبعد الثقافي. فلو اخذنا على سبيل المثال المظهر
الخارجي (كمعطى طبيعي) فقد تمكن الإنسان من إحداث تغييرات عليه تراعي التطورات
الثقافية والمعرفية والعلمية ( عمليات التجميل مثلا).