هل تؤدي التغيرات التي تلحق الشخص إلى ضياع هويته ؟
الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا الدورة العادية 2013
(مسلك
العلوم الإنسانية)
مطلب
الفهم
تحديد مجال السؤال
وموضوعه : يتعين على التلميذ أن يؤطر الإشكال الذي يثيره السؤال داخل مجزوءة الوضع البشري، ضمن مفهوم الشخص، وأن يعالجه انطلاقا
من إشكال هوية الشخص
إبراز
المفارقة : نعم تؤدي التغيرات التي تلحق الشخص لضياع هويته/ لا تؤدي
التغيرات التي تلحق الشخص لضياع هويته
صياغة الإشكال و الأسئلة
الموجهة للتحليل والمناقشة : ما الشخص ؟ ما المقصود بالهوية ؟ وهل تؤدي
التغيرات التي تلحق الشخص لضياع هويته؟ وهل هذه الهوية ثابتة أم متغيرة؟ وما أساس
هوية الشخص ؟
يحيل السؤال موضوع التحليل والمناقشة على بعد أساسي من أبعاد الوجود البشري، ألا وهو البعد الذاتي المتمثل في مفهوم الشخص الذي يتأطر ضمن مجال الوضع البشري، وهو يتطرق إلى قضية أساسية كانت مثار اهتمام ونقاش فكري عبر تاريخ الفلسفة ، ويتعلق الأمر بمسألة الهوية بين القول بثباتها أو تغيرها. فالحديث عن الهوية هو حديث عن الجوهر الثابت الذي يمنح الشخص فرادته وتميزه عن غيره وفي نفس الوقت يشعره بمطابقته لذاته، وبهذا المعنى فهي ثابتة ومستقرة غير خاضعة لتأثير التغيرات ( الزمانية، المكانية، الفيزيزلزجية، النفسية...) التي تطرأ على الشخص ، إلا أن ذلك لا يمنع من التأكيد على أثر تلك التغيرات التي تلحق بالشخص وتؤدي إلى عدم استقرار هويته وإحساسه بعدم مطابقته لذته، بل قد ينتج عن ذلك ضياع هويته. انطلاقا من المفارقة السابقة يمكن صياغة التساؤلات التالية ما الشخص؟ ما المقصود بالهوية ؟ وهل تؤدي التغيرات التي تلحق الشخص لضياع هويته؟ أم ان هوية الشخص تضل ثابتة ولا تتأثر بتلك التغيرات؟ هل فعلا هوية الشخص ثابتة أم متغيرة؟ وما أساس هذه الهوية؟
مطلب
التحليل
· تحديد المفاهيم
وبيان العلاقة : الشخص : يطلق على الفرد في بعده المادي من حيث هو مظهر
وجسم، وفي بعده المعنوي من حيث هو ذات واعية.
· الهوية : وهي جوهر الشخص
وبموجبها يبقى هو هو مطابقا لذاته، كما تجعله متميزا عن غيره في نفس الوقت.
· التغيرات : مجموع التحولات
التي تطرأ على مستوى جسد، فكر، مشاعر، الظروف... الشخص
· والعلاقة التي
تربط بين هاته المفاهيم تؤكد على وجود تلازم وترابط، بحيث أن التغيرات تؤدي إلى
ضياع هوية الشخص .
· تؤدي التغيرات
التي تلحق الشخص إلى ضياع هويته .
· يتعين على التلميذ
توظيف الحجاج المفترض للدفاع عن الاطروحة (استثمار الواقع المعاش)
· التغيرات على
مستوى الجسد (عمليات التجميل أو تغيير الجنس)
· التغيرات على
مستوى الذاكرة (التلف الكلي أو الجزئي الذي يؤدي على ضياع الهوية)
· التغيرات على
مستوى الفكر (الأمراض العقلية والنفسية وأثرهما على تغير هوية الشخص)
· يمكن الانفتاح
على موقف فرويد من خلال التأكيد على الصراع الحاصل بين مكونات الجهاز النفسي وأثره
على ضياع الهوية وعدم استقرارها وثباتها
جوابا على
الإشكالات السابقة سنحاول جاهدين تفكيك منطوق السؤال أولا من خلال الوقوف على
بنيته المفاهيمية والتي تتأطر ضمن
الحقل الدلالي لإشكال هوية الشخص، وهي مفاهيم ذات دلالة فلسفية.
فنجد (الشخص، الهوية، التغيرات ) فالشخص : يطلق على الفرد في بعده المادي من
حيث هو مظهر وجسم، وفي بعده المعنوي من حيث هو ذات واعية أما
الهوية : فهي جوهر الشخص وبموجبها يبقى هو هو مطابقا لذاته، كما
تجعله متميزا عن غيره في نفس الوقت. ويقصد بالتغيرات : مجموع
التحولات التي تطرأ على مستوى جسد، فكر، مشاعر... الشخص والعلاقة التي تربط بين
هاته المفاهيم تؤكد على وجود تلازم وترابط، بمعنى أن ضياع هوية الشخص مرتبط
بالتغيرات التي تلحقه. وانطلاقا من المفاهيم السابقة يمكن استنباط أطروحة
مفترضة مفادها أن التغيرات والتحولات التي تطرأ على الشخص (كانت جسدية أو
فكرية أو زمانية أو مكانية...) تؤدي إلى ضياع هويته، فالشخص معرض عبر سيرورة وجوده
لمجموعة من تبدلات و التغيرات وعلى مستويات مختلفة، فلو أخذنا على سبيل المثال
التغيرات التي تطرأ على مستوى جسده ومظهره الخارجي عبر عمليات التجميل التي تمنحه
مظهرا جديدا أوعمليات تغيير الجنس والتي قد يكتسب الشخص بموجبها
هوية جديدة، إلى جانب ما قد تتعرض له الذاكرة من تلف كلي
أو جزئي يؤدي لا محالة إلى ضياع الهوية، دون أن نستثني
بعض الأمراض العقلية والنفسية وما تخلفه من آثار يحول دون استقرار نفسي
وفكري. هذا الاستقرار النفسي المغيب هو الذي أشار إليه فرويد عند حديثه عن طبيعة
العلاقة بين مكونات البناء النفسي ... (يمكن الانفتاح على موقف فرويد من خلال
التأكيد على الصراع الحاصل بين مكونات الجهاز النفسي وأثره على ضياع الهوية وعدم
استقرارها وثباتها)
مطلب المناقشة
بيان حدود
منطلقات الأطروحة ونتائجها مع طرح إمكانات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال ويمكن
أن يتم ذلك من خلال العناصر التالية :
· إبراز ان الوعي
بالهوية يبقى هو هو رغم التغيرات التي تطرأ على الشخص.
· يمكن للجسد ان
يتغير لكن ذلك لا يؤثر على الهوية
· هوية الشخص تنبني
على أسس فكرية متينة (ديكارت)
· إحساس الشخص
بذاته وشعوره بمطابقته لنفسه هو الضامن لثبات هويته (جون لوك)
· الهوية الشخصية
تتوقف على الذاكرة من خلال الربط بين ماضي الشخص وحاضره
· إذا كانت الذاكرة والعقل معرضان للتلف أو الأمراض فالشخص يملك إرادة هي مفتاح وحدة هويته واستمراريتها (شوبنهاور)
مطلب التركيب
التأكيد على
الطابع الإشكالي لموضوع الهوية وتعدد الأسس والمحددات التي تتدخل في تشكلها، ومدى
قدرتها على الثبات والاستمرارية أو خضوعها لتأثير المتغيرات الخارجية.
نخلص في النهاية
إلى ان إشكالية الهوية ومدى القول بثباتها أو تغيرات قد أفرز لنا رؤى ومواقف
مختلفة فهناك من يؤكد على طابعها الثابت والمستقر وعدم تأثرها بكل التغيرات
الخارجية، في حين هناك من يربط بين تلك التغيرات وأثرها على تغير هوية الشخص
وضياعها .
لتحميل درس الشخص من هنا
لتحميل منهجية السؤال الفلسفي بصيغة PDF من هنا
مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية السؤال
الفلسفي من هنا