هل القول بوجود حتمية تاريخية يلغي حرية الشخص وتأثيره في تحديد مجرى التاريخ ؟

هل القول بوجود حتمية تاريخية يلغي حرية الشخص وتأثيره في تحديد مجرى التاريخ ؟

مطلب الفهم

يتعين على المترشح (ة) في معالجته للسؤال  أن يحدد مجاله (الوضع البشري) موضوعه (مفهوم التاريخ).

 و أن يصوغ إشكاله المتعلق بدور الإنسان في صناعة التاريخ وفق محددات وشروط خارجة عن إرادته .

و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل و المناقشة من قبيل: ما التاريخ؟ ما الحتمية؟ ما الحرية ؟ هل الإنسان فعلا هو الذي يصنع الأحداث التاريخية ؟ هل الأحداث التاريخية ما هي إلا نتاج للإرادة والرغبة الإنسانية ؟ أم أن هذه الإرادة هي وليدة الحدث التاريخي ؟ هل التاريخ يصنع وفق شروط ذاتية متعلقة بإرادة الإنسان أم وفق شروط موضوعية خارجة عن الإنسان ؟ وهل القول بوجود حتمية تاريخية يلغي حرية الشخص وتأثيره في تحديد مجرى التاريخ ؟

يعالج السؤال قضية محورية ارتبطت بالوضع البشري، في إطار مفهوم التاريخ، والذي ينظر إليه كسلسلة متراكمة من الوقائع والأحداث والمعطيات التي في مجملها يكون الإنسان طرفا فاعلا ومؤثرا فيها. وهذا إن ذل على شيء فإنما يدل على أن الأحداث والوقائع لا تأخذ الصفة التاريخية إلا إذا تمت بفعل تدخل الإنسان في تحديد ماهيتها ورسم مسارها .

لقد ظل الإنسان يعتقد ولمدة طويلة في وجود قوى غيبية تتحكم في المجرى التاريخي لحياته و حياة الجماعة على حد سواء. حيث لا تمثل إنجازاته سوى تنفيذ لمخططات محددة سلفا، فهو بمثابة ممثل لأدوار يخرجها له غيره ويكتفي هو بتشخيصها وتنفيذها. إلا أن ذلك لم يدم طويلا، فقد أضحى له دور فعال في تحديد سيرورة واتجاه الأحداث التاريخية وفق ما يراه مشروعا مناسبا . فما التاريخ؟ ما الحتمية؟ ما الحرية ؟ هل الإنسان فعلا هو الذي يصنع الأحداث التاريخية ؟ هل الأحداث التاريخية ما هي إلا نتاج للإرادة والرغبة الإنسانية ؟ أم أن هذه الإرادة هي وليدة الحدث التاريخي ؟ هل التاريخ يصنع وفق شروط ذاتية متعلقة بإرادة الإنسان أم وفق شروط موضوعية خارجة عن الإنسان ؟ وهل القول بوجود حتمية تاريخية يلغي حرية الشخص وتأثيره في تحديد مجرى التاريخ ؟

مطلب التحليل

· يتعين على المترشح (ة) تحليل عناصر الإشكال و أسئلته الأساسية و الوقوف على الأطروحة المفترضة في السؤال موظفا المعرف الفلسفية الملائمة (من أفكار و مفاهيم و بناء حجاجي ... ) ، وذلك من خلال تناول العناصر الآتية :

· تحديد مفاهيم السؤال: التاريخ، الحتمية، الحرية، و بيان العلاقات التي تربط بينها (تضادا...) التاريخ :علم من العلوم الإنسانية يهتم بماضي الإنسان ويتناول دراسة الحوادث التاريخية باعتبارها ظواهر تحمل دلالات إنسانية، أما الحتمية: مذهب يرى أن جميع حوادث العالم(بما فيها الحوادث التاريخية) وظواهر الطبيعة مرتبطة ببعضها البعض، ومقيدة بشروط توجب حدوثها اضطرارا دون تدخل من الإنسان. أما الحرية، فتعني امتلاك الإنسان لقراره الحر والإرادي دون الخضوع لأية موانع خارجية كيفما كانت. والعلاقة بين هذه المفاهيم تؤكد على أن هناك تعارضا صريحا بين القول بالحتمية التاريخية والحرية الإنسانية .

·  الأحداث التاريخية تتم وفق شروط ومحددات خارجة عن إرادة الإنسان .

·أثر العامل الاقتصادي في صناعة في تغيير مجرى التاريخ/ ثورة البروليتاريا . (ماركس/ انجلز)

·  أثر العوامل الاجتماعية (الفقر، الهشاشة، الحرمان...) في سيرورة الأحداث التاريخية

·  الأحداث التاريخية تتدخل فيها محددات متنوعة ومختلفة (سياسية، ثقافية، نفسية...)

مطلب المناقشة

· يتعين على المترشح أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها و طرح إمكانات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية:

· الشخص ذات حرة و كائن واع، ذو إرادة .

· الحرية كقدرة على الاختيار و الفعل هي التي تحدد مجرى السيرورة التاريخية

·على الرغم من تعدد الشروط الموضوعية... التي تتدخل في تحديد الحدث التاريخي، فإن الإنسان يملك القدرة على التعالي عليها لأن وجوده سابق لماهيته، وهو الذي يختار ما يريد. (سارتر)

·كلما استطاع الشخص فهم الضرورات التي تحكم الحدث التاريخي  كلما تمكن من المساهمة في صناعته.

·يمكن أن يكون الحدث التاريخي نتاج للضرورة القدرية ثم  الإرادة الإنسانية (ماكيافيلي)

مطلب التركيب

· يتعين على المترشح (ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك :

·من خلال إبراز الطابع الإشكالي لموضوع التاريخ و دور الإنسان فيه .

·يعتبر الشخص كائن واع يتمتع بقدر من الحرية  تجعله قادر على توجيه مجرى التاريخ 

·التأكيد على قيمة الشروط الموضوعية في ميلاد الأحداث التاريخية

لتحميل درس التاريخ من هنا 

لتحميل منهجية السؤال الفلسفي بصيغة PDF  من هنا 

مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية السؤال الفلسفي من هنا 

***********************

***********************