الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا الدورة العادية 2015
مسالك الشعب العلمية والتقنية والأصيلة
مطلب الفهم
يتعين على المترشح (ة) في معالجته للسؤال أن يعبر عن
إدراك مجاله (السياسة)
و موضوعه (مفهومي الحق و العدالة).
و أن يبرز
عناصر المفارقة : المساواة الكاملة عدالة / المساواة الكاملة ظلم. بمعنى
أن العدالة الحقيقة لا تتحقق إلا من خلال الإقرار والاعتراف بالمساواة التامة
والكاملة بين الأفراد دون تمييز بينهم، إلا أن مسألة التطبيق الحرفي لمبدأ
المساواة بين الأفراد دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة التفاوتات والاختلافات قد
يحول دون تحقيق العدالة المنشودة
و أن يصوغ الإشكال المتعلق بمدى إمكان تحقيق
العدالة من خلال المساواة الكاملة بين الناس. و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة
للتحليل و المناقشة من قبيل: ما العدالة ؟ ما المساواة؟ هل المساواة الكاملة شرط
تحقيق العدالة بين الناس؟ ألا تؤدي المساواة أحيانا إلى نقيض العدالة ؟ ألا تفترض
العدالة أحيانا نوعا من التمييز الإيجابي أو الإنصاف ؟
يعالج السؤال موضوعا ارتبط فالفلسفة السياسية التي تهتم
بقضايا إشكالية ترتكز على جوانب الحياة السياسية للإنسان والمجتمع، ويتعلق الأمر
بقضية الحق والعدالة وكيفية تنزيلهما في واقع الحياة العملية . فالحديث عن العدالة
يجرنا للحديث عن تجلياتها المرتبطة بإمكانية تحقيق المساواة التامة والكاملة بين
أفراد المجتمع دون التأثر بانتماءاتهم الطبقية او الاجتماعية أو العرقية.... إلا
أن مسألة التطبيق الحرفي لمبدأ المساواة بين الأفراد دون الأخذ بعين الاعتبار
طبيعة التفاوتات والاختلافات قد يحول دون تحقيق العدالة المنشودة. فإذا كانت غاية
القوانين هي تحقيق سعادة الفرد والمجتمع عبر إقرار مبدأ المساواة ،فإن ذلك لا يمنع
من التأكيد على ضرورة مراعاة خصوصية الأفراد والاختلافات القائمة بينهم على مستوى
المؤهلات والمزايا والقدرات ... وانطلاقا مما سبق يمكن طرح التساؤلات
التالية :
ما المقصود بالعدالة ؟ وما معنى المساواة؟ هل المساواة
الكاملة شرط تحقيق العدالة بين الناس؟ ألا تؤدي المساواة أحيانا إلى نقيض العدالة
؟ ألا تفترض العدالة أحيانا نوعا من التمييز الإيجابي أو الإنصاف ؟هل العدالة
الحقيقية تتجلى في المساواة بين أفراد المجتمع بغض النظر عن الاختلافات السالفة
الذكر؟ أم أن العدالة الحقة هي العدالة الآخذة بعين الاعتبار التفاوتات الطبيعية
الموجودة بين أفراد المجتمع وبالتالي فالتطبيق الحقيقي لها يجب أن يتسم
بالإنصاف ؟
مطلب التحليل
- يتعين على المترشح تحليل عناصر الإشكال و أسئلته
الأساسية و الوقوف على الأطروحة المفترضة في السؤال موظفا المعرفة الفلسفية
الملائمة ( من أفكار و مفاهيم و بناء حجاجي ... ) ، وذلك من خلال تناول العناصر
الآتية:
- تعريف مفهومي العدالة
والمساواة: فالعدالة: هي صيغة مشتركة للتعايش بين البشر، وتعني عدم
الانحياز في محاكمة أيّ شخص إلى أيّ أمر خارج عن قانون وضعي تشارك في صياغته جميع
الناس بعيداً عن التحكم. و المساواة : وتعني التساوي بين الناس و عدم التمييز، وهي تفيد
التمتع بجميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون التمييز بسبب الدين أو
اللون أو اللغة أو الجنس أو الرأي السياسي أو المستوى الاجتماعي....
- هناك علاقة تلازم وترابط بمعنى أن تحقيق
العدالة يستلزم المساواة التامة والكاملة
- تحقيق العدالة الكاملة مشروط بإقرار المساواة الكاملة
بين الأفراد دون تمييز (كأطروحة مفترضة).
- ارتباط العدالة بالمؤسسات والتطبيق الحرفي
والموضوعي للقوانين (يمكن استحضار اسبينوزا).
- العدالة غاية معيارية لكل القوانين، أي أن الهدف
من وضع القوانين هو تحقيق العدالة من خلال إقرار مبدأ المساواة أثناء
تنزيل مقتضياته على أرض الواقع .
- المساواة بوصفها معاملة للناس دون تمييز أثناء
تطبيق القوانين (المساواة في الحقوق و الواجبات).
- التعامل مع المواطنين على قدم المساواة عند تطبيق
القوانين شرط ضروري لتحقيق العدالة وهو ما تفرضه ممارسة القاضي .
- استنتاج : تتمثل العدالة في
المساواة الكاملة بين جميع الناس ...
مطلب المناقشة
- يتعين على المترشح أن يناقش الأطروحة من
خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها و طرح إمكانات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال،
و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية:
- تفترض الأطروحة السابقة أن الناس متساوون بشكل
مطلق في كل شيء و هو افتراض غير صحيح، إذ هناك تفاوتات واختلافات وعلى مستويات
متعددة (وظيفية، طبقية، معرفية ) (راولز - شيلر)
- عدالة القوانين تعزى إلى عموميتها واستحالة
إحاطتها بالتفاصيل المتعلقة بالحالات الخاصة (أرسطو)
- التساؤل عما إذا كانت شرعية القوانين كافية
لاتصافها بالعدالة..(شيشرون)
- الإنصاف باعتباره تصحيحا وتعديلا للقوانين
العامة وفقا لمتطلبات الحالات الخاصة، وباعتباره كذلك عدالة تسمو على العدالة
الوضعية .
- تحقيق الإنصاف من طرف القاضي يظل مشروطا بمدى
كفاءته في فهم روح القانون..
مطلب التركيب
• يتعين على المترشح أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه
نتائج تحليله و مناقشته مع إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك من
خلال :
• إبراز أهمية تطبيق القوانين على المواطنين
بدون تمييز لإقامة مجتمع عادل.
• إمكان اعتبار التوتر القائم بين العدالة والإنصاف
سر تطور القوانين في اتجاه عدالة أكثر اكتمالا تستحضر كلا من المساواة واللامساواة
(الإيجابية ).
• عدم التطبيق السليم لمبدأ الإنصاف قد يؤدي كذلك
إلى المس بالعدالة عندما يخل بمبدأ الاستحقاق.
• ضرورة لإقرار مبدأ المساواة خاصة فيما يتعلق بالحقوق والواجبات.
لتحميل درس الحق والعدالة من هنا
لتحميل منهجية السؤال الفلسفي بصيغة PDF من هنا
مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية السؤال الفلسفي من هنا