تحليل نص مالينوفسكي
إشكال النص :
كيف ساهمت المؤسسات في
نقل الإنسان من الحالة الطبيعية للحالة الثقافية ؟
أطروحة النص :
تعتبر المؤسسات مظهرا
ثقافيا بامتياز نقلت الإنسان للحالة المدنية الثقافية .
التحليل :
إن العلاقات الإنسانية
حسب مالينوفسكي مرت بمرحلتين مختلفتين :
-
الحالة الطبيعية : وهي حالة قامت على
التنازع والتقاتل، وكان المنطق السائد فيها يقوم على القوة، وعبر كان يتم التمييز
بين الحق والباطل، الخير والشر...لذلك سادت كل مظاهر الفوضى والهمجية والوحشية.
-
الحالة الثقافية : واسمى كذلك بالحالة
المدنية، وهي التي لم يتطور فيها النزاع إلى صراع وتقاتل، بل تم الاتفاق بين
الأطراف المتنازعة بضرورة الاحتكام إلى سلطة قضائية ( سواء كانت تقليدية ككبير
القوم أو شيخ القبيلة أو كانت سلطة عصرية يمثلها القاضي) وقبول حكمها والرضى به .
لقد شكلت لحظة التفاهم والاتفاق مرحلة حاسمة
في تاريخ البشرية مكنت الإنسان من ضمان بقائه واستمرارية نسله، بعد ما كان مهددا
بالفناء في الحالة الطبيعية.
لقد تميزت الحالة المدنية والثقافية التي انتقل الإنسان للعيش في كنفها
بمجموعة من المزايا، ففيها عم النظام، وانتشر العدل، وساد القانون... بفضل مجمع
المؤسسات المختلفة والمتنوعة سواء القضائية ( المحاكم) و الإدارية والتربوية والأمنية
والاقتصادية ...
إن مالينوفسكي يرى أن الإنسان كائن ثقافي
لكونه يعيش في إطار مؤسسات تلبي حاجاته ورغباته وتتحكم فيها، على نحو منظم وهادف ،
لأن هذه المؤسسات تقوم على قوانين وقواعد هي التي تحكم العلاقات الإنسانية داخلها،
وتهدف إلى تنظيم سلوكات الأفراد والجماعة، وهي تأخذ طابعا إلزاميا وإكراهيا، فكل
مؤسسة مهما كان حجمها يحكمها ميثاق على منواله تعمل وتشتغل.
المفاهيم :
- المؤسسة: هي
نظام اجتماعي يخضع لميثاق و قوانين منظمة،
الهدف منها هو تلبية حاجيات إنسانية انطلاقا من وسائل و أجهزة مادية.
- الحاجة
: هي
الضرورة البيولوجية التي تتوقف عليها حياة الإنسان و الحيوان.
- الميثاق: هو مجموعة من القوانين و القواعد
التي تتحكم في سلوك الأفراد داخل مؤسسة من المؤسسات
أنماط العيش والتبادل كمظهر ثقافي من هنا
