من أين تستمد الحقيقة قيمتها ؟
مطلب الفهم
يتعين على المترشح (ة) في معالجته للسؤال أن يحدد مجاله
( الوضع البشري) و موضوعه (مفهوم التاريخ) .
و أن يصوغ
إشكاله المتعلق بقيمة الحقيقة باعتبارها غاية في حد ذاتها .
و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل و المناقشة من
قبيل: ما الحقيقة؟ ما القيمة؟ من أين تستمد الحقيقة قيمتها؟ هل الحقيقة غاية في
ذاتها أن أنها مجرد وسيلة لتحقيق غايات معينة مثل الربح والثروة والتفوق والسيطرة
؟ ما الذي يمنح الحقيقة سموها وشرفها و قيمتها :هل شرف وغريزة حب الحقيقة
باعتبارها فضيلة أخلاقية سامية، أم عمق غريزة حب البقاء وما يقترن بها من حاجات
ومنافع ليست الحقيقة سوى أحد الأدوات الأكثر نجاة لإشباعها وتحقيقها ؟
يعالج السؤال قضية محورية ارتبطت بالمجال المعرفي، في
إطار مفهوم الحقيقة. فعادة ما يجد الواحد منا نفسه مدفوعا لمعرفة الحقيقة، فأي
حادث نصادفه، وأية واقعة نسمع عنها لا يطمئن لنا بال ولا تهدأ لنا نفس إلا بعد أن
نعرف حقيقتها، فهي بمثابة غاية تدفعنا للتصريح بها وتقاسمها مع الآخرين مع ما يمكن
أن يترتب عن ذلك من رفض لها، أو يمكن أن تكون سببا في تهديد وجودنا، ولعل سقراط
وكوبرنيك خير نماذج للتأكيد على قيمة الحقيقة، إلا أن ذلك لا يمنع البعض من
استغلالها وتوظيفها بحسب مصالحه وتوجهاته.
فما الذي يجعل الحقيقة غاية في حياتنا، وهاجسا من هواجس
وجودنا؟ هل نريد الحقيقة من أجل الحقيقة، من أجل إشباع غريزة شريفة فينا يمكن
تسميتها بغريزة الحقيقة، أم أننا نريد الحقيقة لأنها تمثل أحد الوسائل الأكثر
نجاعة وفاعلية في ضمان استمرار الوجود وإشباع غريزة البقاء ؟ فما
الحقيقة؟ ما القيمة؟ من أين تستمد الحقيقة قيمتها؟ هل الحقيقة غاية في ذاتها أن
أنها مجرد وسيلة لتحقيق غايات معينة مثل الربح والثروة والتفوق والسيطرة ؟ ما الذي
يمنح الحقيقة سموها وشرفها و قيمتها :هل شرف وغريزة حب الحقيقة باعتبارها فضيلة
أخلاقية سامية، أم عمق غريزة حب البقاء وما يقترن بها من حاجات ومنافع ليست
الحقيقة سوى أحد الأدوات الأكثر نجاة لإشباعها وتحقيقها ؟
مطلب التحليل
يتعين على المترشح (ة) تحليل عناصر الإشكال و أسئلته
الأساسية و الوقوف على الأطروحة المفترضة في السؤال موظفا المعرف الفلسفية
الملائمة (من أفكار و مفاهيم و بناء حجاجي ... ) ، وذلك من خلال تناول العناصر
الآتية :
• تحديد مفاهيم السؤال: الحقيقة، الغاية، و بيان
العلاقات التي تربط بينها (تكامل) الحقيقة : منطقيا تعني مطابقة الفكر لذاته ،وواقعيا تعني مطابقة
الفكر للواقع أما القيمة: هي خاصية تتميز بها فكرة أو شيء، مما يجعلنا نسعى
في طلبه وتعارضها الوسيلة. والعلاقة بين هذه المفاهيم تؤكد على وجود تكامل وترابط،
إذ لا قيمة للحقيقة إلا بالنظر إليها كغاية في حد ذاتها.
• تعتبر الحقيقة غاية في حد ذاتها .( الأطروحة)
• قول الحقيقة واجب أخلاقي نابع من التكوين
الأخلاقي السامي للإنسان ( كانط )
• شواهد من تاريخ الفلسفة لمن اعتبروا الحقيقة غاية
في حد ذاتها، وذات قيمة سامية
• سقراط وكوبرنيك ضحيا بأنفسهما في سبيل
ما اعتقداه أنه حقيقة .
مطلب المناقشة
يتعين على المترشح أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة
منطلقاتها و نتائجها و طرح إمكانات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال، و يمكن
أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية:
- انتفاء الطابع الأخلاقي عن الحقيقة
- الحقيقة مجرد وسيلة لتحقيق غايات أخرى
- قيمة الحقيقة مرتبطة بالأثر المادي عبر تحقيق
المنفعة (وليام جيمس)
- الحقيقة وسيلة للسيطرة والسلطة (فوكو) .
- لا وجود لحقائق بقدر ما هنالك أوهام غايتها حفظ
البقاء (نيتشه)
مطلب التركيب
يتعين على المترشح (ة) أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج
تحليله و مناقشته مع إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك :
-
من خلال إبراز الطابع الإشكالي لقيمة الحقيقة.
-
تعدد واختلاف الرؤى للحقيقة بين النظرة الأخلاقية،
البرغماتية، الواقعية
- التأكيد على قيمة الحقيقة وسموها عن كل الغايات الأخرى
لتحميل درس الحقيقة من هنا
لتحميل منهجية السؤال الفلسفي بصيغة PDF من هنا
مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية السؤال الفلسفي من هنا