يسعد مدونة بيت الحكمة أن تقدم لتلامذتها الأعزاء دروس مادة الفلسفة
لكل الشعب والمسالك
يتباين الناس في
تمثلهم للسعادة، فمنهم من يرى السعادة في الصحة ، ومنهم من يراها في المال، ومنهم
من يراها في الصداقة، ومنهم من يراها في راحة البال، ومنهم من يراها في تلبية
كاملة للرغبات، وتحقيق المتعة في شتى أشكالها … والعلة في اختلاف الناس في تمثلهم
للسعادة هو جانب النقص الذي يعاني منه كل إنسان، فالفقير يرى السعادة في المال،
والمريض يرى السعادة في الصحة … هذا، ويلفت الانتباه في تمثلات الناس للسعادة، أنه
يغلب عليها الجانب المادي الذي يقترن بما هو إرضاء للحواس.
جاء في"
لسان العرب" : سعد السعد بمعنى اليمن، وهو نقيض النحس، والسعادة خلاف الشقاوة
. ونقول سعد يسعد سعدا وسعادة فهو سعيد ، نقيض شقي والجمع سعداء .
السعادة فلسفيا هي الرضا التام بما تناله النفس من
الخير. والفرق بينها وبين اللذة أن السعادة حالة خاصة بالإنسان، وأن رضا النفس بها
تام. إذ من شرط السعادة أن تكون ميول النفس كلها راضية مرضية، وأن يكون رضاها بما
حصلت عليه من الخير تاما ودائما. في حين أن" اللذة " حالة مشتركة بين
الإنسان والحيوان، وأن رضا النفس بها مؤقت .وإذا كانت السعادة هي حالة إرضاء وإشباع وارتياح تام للرغبات يتسم بالثبات، فانه متى سمت إلى مستوى الرضا الروحي ونعيم التأمل والنظر، أصبحت غبطة . و إن كانت هذه أسمى وأدوم.
وللفلاسفة في
حقيقة السعادة آراء مختلفة: فمنهم من يقول إن السعادة هي في إتباع الفضيلة(
أفلاطون)، ومنهم من يقول إنها في الاستمتاع بالملذات الحسية ،أما أرسطو فانه يوحد
الخير الأعلى و السعادة ، ويجعل اللذة شرطا ضروريا للسعادة لا شرطا كافيا..
السعادة هي حالة
رضا تام تستأثر بمجامع الوعي ،السعادة هي إرضاء كل الميول وإشباعها. يتبدى لنا من كل
ما سبق، أن مفهوم السعادة تتداخل فيه دلالات متباينة قاموسية وفلسفية وتمثلية .كما
يلوح لنا أن هذا المفهوم تتقاطع فيه حقول مختلفة بيولوجية واجتماعية وسياسية
وميتافيزيقية وسيكولوجية . فضلا عن أنه يتاخم جملة من المفاهيم الفلسفية
الأساسية: كاللذة و الألم والفضيلة والخير
الأعلى والعقل والنفس والسياسة والعدالة والخيال و الفطرة و المحاكاة و الواجب
والغير و الإرادة …
لتنزيل الملخص كاملا بصيغة PDF
المفهوم الثاني: السعادة PDF
***********************
***********************