"التوجيه
سَيرورة تربويَّة تَهدف إلى إنضاج شخصيَّة المتعلِّم؛ بتنمية جوانبها الذاتية في
علاقتها بالمحيط، وإلى مُساعدته على رسْم مَعالم مُستقبَله الدِّراسيِّ والمِهني
بشكْل يَنسجِم مع حاجياته ومُيوله، ويَتلاءم مع إمكانياته وقُدْراته ومؤهلاته" .
أما
اليونسكو فقد عرفت هذا المفهوم في عام 1970 على أنه “فعل يعتمد على جعل الفرد
واعيًا بخصائصه الشخصيَّة، وقادِرًا على تَنميتها في أُفق اختيار دراسته وأنشطته
المِهنيَّة، وذلك كلما دعَتْ ظُروف حياته إلى ذلك، مع الحرْص على المُزاوَجة بين
خدمة تنمية المجتمع وبين تحقيق طموحاته”.
وبشكلٍ عامٍ يمكن القول أن التوجيه التربوي هو عملية
تربوية يتم فيها تحديد شعبة تعليمية أو أحد برامج التعليم، من أجل السير عليها
وتدريس المناهج الطلاب وفقًا لها.
أهمية
التوجيه التربوي
ومهما كان تعريف التوجيه التربوي الذي تراه الأصح
والأكثر إلى الصواب من وجهة نظرك، عليك أن تدرك أن التوجيه التربوي أو المدرسي كما
يسميه البعض يمتلك أهمية كبرى، تتمثل في:
·
المساعدة على تنمية قدرات التواصل الاجتماعي لدى كل
المعنيين بالأمر سواء المتواجدين في المدرسة أو خارجها.
·
مساعدة الطلاب والدارسين على اكتشاف مواهبهم وما يمتلكون
من قدرات وكفاءات، وكذلك المساعدة على تنميتها وتطويرها.
·
يعتبر التوجيه التربوي من أفضل طرق البحث المساعدة
لعمليات التربية والتي تطور أدوات العملية التربوية وأساليبها.
·
يشارك هذا التوجيه في تفعيل العملية التربوية وخلق توازن
بينها وبين التنمية المجتمعية ككل، وتؤهل الطلاب لسوق العمل.
·
من أفضل طرق القضاء على ظاهرة التسرب الدراسي.
·
مساعدة الطلاب على توفير ما يريدونه ويسعون إليه من
حاجات وطموح في العلم.
·
معرفة نقاط القوة والضعف في طرق تدريس الطلاب ما يساهم
في اقتراح أفضل الحلول الممكنة للتعديل عليها.
·
زيادة قدرة الدارسين على الاندماج ليس في حياتهم العلمية
فقط، ولكن في حياتهم العملية والمهنية أيضًا.
·
يحسن التوجيه التربوي نتائج الامتحانات ومردود الدراسة
لدى الطلاب في مختلف المراحل التعليمية.
·
خلق جو من التفاعل بين جميع مؤسسات التوجيه وبين مؤسسات
البحث الاجتماعي من أجل تحديد واختيار أفضل الطرق التي يمكن استخدامها في تدريس
الطلاب ووضع البرامج التعليمية وتحديد طرق الاختبارات.
·
توافق قدرات الطلاب الفردية للأنشطة التربوية والأنشطة
الاجتماعية وكذلك احتياجات التخطيط المدرسي.
· تحويل العملية التعليمية من أسلوب التسيير الإداري إلى المتابعة التربوية والنفسية ما يساعد في تحسين أداء الطلاب والمؤسسات التعليمية ككل.
كما أنه فعل تربوي يأتي نتيجة لمسار طويل ومعقد يرتكز على جملة
من العناصر المتداخلة والمتفاعلة ، خاصة القدرات والكفاءات والميولات والطموحات
الفردية من جهة ، ومتطلبات المسار الدراسي ومشاكله من جهة أخرى ، والتي يقتضي
الأمر التوفيق بينهما ، ومن هنا نستطيع أن نقول بأن التوجيه المدرسي السليم هو
العملية التي يقوم بها المختصون في التوجيه لغرض مساعدة التلاميذ على إختيار نوع
الدراسة الملائمة لهم ، والتي تتفق وميولاتهم واستعداداتهم قصد التكيف والنجاح
فيها ، وبهذا فإنه يكتسي أهمية كبيرة في حياة التلميذ ومتطلبات المجتمع معـا ،
وتزداد أهمية هذه العملية أي التوجيه المدرسي عند متابعة البعض من التلاميذ لدراسة
لا يصلحون لها ، والخسارة التي قد تصيب المجتمع بعد ذلك ، كما تظهر أهمية التوجيه
المدرسي في إسعاد التلميذ وإشباع حاجاته وتنمية مواهبه ، وبالتالي توافقه مع نوع
الدراسة التي وجه إليها.
لتحميل دليل التوجيه ما بعد الباكالوريا انقر هنا