يسعد مدونة بيت الحكمة أن تقدم لتلامذتها وزوارها الأعزاء دروس مادة الفلسفة
لكل الشعب والمسالك
يعرف العنف لغويا: عنف (العُنْف) بالضم ضد الرفق، وهو غير محصور في الإيذاء الجسدي بل هو شامل للإيذاء الجسدي واللفظي على حد سواء.
أما من الناحية الإصطلاحية : العنف هو أي سلوك موجه بهدف إيذاء شخص أو أشخاص آخرين لا يرغبون فى ذلك ويحاولون تفاديه .
وهو بمثابة فعل مؤذ أو مدمر يقوم
به فرد أو جماعة ضد أخرى . بمعنى آخر العنف هو كل تعسف في استخدام القوة, أي
الخروج عن الإطار المحدد والمتداول عليه. و حيث يعرفه جميل صليبا، في
معجمه الشهير:"المعجم الفلسفي"، بكونه فعل مضاد للرفق، ومرادف للشدة
والقسوة. والعنيف هو المتصف بالعنف. فكل فعل يخالف طبيعة الشيء، ويكون
مفروضاً عليه، من خارج فهو، بمعنى ما، فعل عنيف وجملة القول إن العنف هو استخدام
القوة استخداماً غير مشروع، أو غير مطابق للقانون.
أما في معجم «قاموس علم الاجتماع»،
فإن العنف يظهر عندما يكون ثمة فقدان «للوعي لدى أفراد معينين أو في جماعات. وبهذه
الصفة يمكن وصفه بالسلوك «اللاعقلاني». في حين يرى بول فولكي في
قاموسه التربوي أن العنف هو اللجوء غير المشروع إلى القوة، سواء للدفاع عن حقوق
الفرد، أو عن حقوق الغير. أما أندري لالاند فقد ركز على تحديد
مفهوم العنف في أحد جزئياته الهامة، إنه عبارة عن «فعل، أو عن كلمة عنيفة». وهذا
ما يدخل في نطاق العنف الرمزي…فأول سلوك عنيف هو الذي يبتدئ بالكلام ثم ينتهي
بالفعل. وهكذا فتحديدات العنف تعددت واختلفت، إلا أن الجميع يقرُّ على أنه سلوك لا
عقلاني، مؤذي، غير متسامح.
لقد اتخذ العنف إذن أشكالا متنوعة
ومتعددة عبر تاريخ البشرية, حيث كان عنفا عضليا تجسد في صراع الإنسان مع
الظواهر التي تحصل في الطبيعة ،إلى صراعه مع أبناء جنسه. وغدا عنفا رمزيا وثقافيا
له عدة صور وطبائع.
هذه الصورة توضح لنا تلازم
وارتباط العنف بالإنسان عبر التاريخ, ومن هنا تأتي صعوبة التخلص منه أو
تجاوزه رغم كل الأشواط و المراحل الردعية التي عرفها من أجل ضبطه و تقنينه والحد
منه ما أمكن.
وإذا كان مفهوم العنف قد عرف
اختلافا و تمايزا في دلالاته ومعانيه وأشكاله فقد انعكس دلك على الاشكالات التي
تضمنها هدا المفهوم سواء تعلق الأمر بمشروعيته أو تمظهرتاته عبر التاريخ أو
الدافع والمحرك له, مما ترتب عليه جملة من مواقف وتصورات الفلاسفة و المفكرين الاجتماعيين وغيرهم.
ومن أهم الاشكالات التي يمكن الوقوف عليها في هدا الصدد :
1- أشكال ومظاهر العنف.
2- العنف في التاريخ.
3- مشروعية العنف.
لتنزيل الملخص كاملا بصيغة PDF أنقر أسفله