"لا يوجد معيار آخر لعلمية النظرية سوى تطابقها التام مع
الظواهر في الخارج."
انطلاقا من
الاشتغال على القولة بين(ي) هل التطابق مع الواقع هو المعيار الوحيد لعلمية
النظريات العلمية .
الامتحان الوطني الموحد
للبكالوريا الدورة الإستدراكية 2020
( كل مسالك الشعب العلية والتقنية والأصيلة)
مطب الفهم
يتعين على المترشح )ة(، في معالجته للقولة و المطلب المرفق بها، أن يحدد موضوعها )مفهوما النظرية والتجربة ).
و أن يصوغ إشكالها المرتبط بمدى إمكانية الاكتفاء بالتطابق مع الواقع كمعيار لعلمية النظريات
العلمية.
و يطرح أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل و المناقشة من قبيل : ما المعيار ؟
والمقصود بالتطابق ؟ وما النظريات العلمية ؟ وما العلمية ؟
وهل فعلا تطابق النظرية مع الواقع هو المعيار الوحيد لعلميتها ؟ما مدى الاكتفاء بمعيار التحقق التجريبي كأساس وحيد لعلمية النظريات العلمية ؟ ما معايير علمية النظريات العلمية : هل هو معيار تجريبي مادي أم نظري عقلاني أم حوار بين ما هو عقلاني واقعي ؟
تتوزع الفلسفة على ثلاث مباحث أساسية، مبحث الوجود، القيم والمعرفة.والقولة موضوع التحليل والمناقشة تتأطر ضمن مبحث المعرفة بشكل عام والمعرفة العلمية بشكل خاص، وهي تحيل على موضوع ذي صلة بالزوج المفهومي النظرية والتجربة من خلال التطرق إلى إشكالية الأسس والمعايير المعتمدة للتأكد من علمية النظريات العلمية. ولفترة طويلة شكل معيار التطابق مع الواقع أو ما يمكن تسميته بمبدأ التحقق التجريبي الأساس الوحيد لعلمية النظريات العلمية، أي أن صدق وصلاحية النظريات العلمية يتوقف على مدى مطابقتها للظواهر كما هي في العالم الخارجي. فاليقيني هو الواقعي والتجريبي، لكن تطور ميدان المعرفة العلمية وانفتاحه على نظريات تنتمي لواقع ميكروفيزيائي أي واقع غير قابل للملاحظة المادية وبالتالي غير قابل للتحقق منه على مستوى الواقع، فرض على العلماء البحث عن أسس ومعايير جديدة تمكنهم من التأكد من صحة نظرياتهم، وهو ما أدى إلى بروز معايير جديدة تجازوت مبدأ التطابق مع الواقع . وانطلاقا مما سبق يمكن بسط التساؤلات التالية ما المعيار ؟ والمقصود بالتطابق ؟ وما النظريات العلمية ؟ وما العلمية ؟ وهل فعلا تطابق النظرية مع الواقع هو المعيار الوحيد لعلميتها ؟ما مدى الاكتفاء بمعيار التحقق التجريبي كأساس وحيد لعلمية النظريات العلمية ؟ ما معايير علمية النظريات العلمية : هل هو معيار تجريبي مادي أم نظري عقلاني أم هو حوار جدلي بين ما هو عقلاني واقعي ؟
مطلب التحليل
يتعين على المترشح)ة( في تحليله تحديد أطروحة القولة و شرحها، و تحديد مفاهيمها و بيان العلاقات التي تربط بينها، و تحليل الحجاج المعتمد أو المفترض في الدفاع عن تلك الأطروحة، و يمكن أن يتم ذلك من خلال تناول العناصر الآتية:
· الأطروحة : التطابق مع الواقع ومع الظواهر
الخارجية هو المعيار الوحيد لعلمية النظريات العلمية
· المعيار :
المقياس والأساس المستعمل للتمييز بين النظريات العلمية والغير علمية، بين القضايا الصادقة...
· العلمية : صفة تحيل إلى الموثوقية والدقة
والصحة من خلال اتباع منهجي علمي. الدراسة الموضوعية والمحايدة في مجال علمي معين
· التطابق : تعني
المماثلة، بمعنى ان الحكم على صحة النظرية العلمية يجب أن يكون متطابقا ومتماثلا
مع الواقع . فالحقيقي هو الواقعي
· النظريات
العلمية : مجموع
الأطروحات والقوانين التي تؤسس نسقا متكاملا لفهم وتفسير بل و التنبؤ بالظواهر في
مجال معين
· العلاقة بين المفاهيم في سياق القولة تؤكد على الترابط والتكامل أي أن علمية النظريات العلمية يستلزم بالضرورة خضوعها التحقق منها على مستوى الواقع...
· تنفي القولة أي
إمكانية للاعتماد على معايير أخرى ما عدى مدى مطابقتها للظواهر في الخارج
· يرى أنصار
الاتجاه الوضعي ( الوضعية
المنطقية) من أمثال رودولف
كارناب، أن معيار التأكد من علمية النظرية العلمية يتوقف على مدى مطابقتها
على مستوى الممارسة التجريبية
· فديموقريطس
مثلا عندما صرح بأن " كل شيء يتكون من ذرات " لم يكن يتوفر على دليل
تجريبي لتأكيد أطروحته وهو ما تم إثباته بعد ألفي سنة من ذلك. أي تم اثبات ما
تخيله وافترضه بشكل مادي
· فالنظرية
بحسب كارناب لا يمكن ان تدعي انها علمية
إلا إذا كانت هناك إمكانية
اختبارها تجريبا ولو بعد حين
· النظرية العلمية نسق من القضايا العلمية التي يقابل كل منها واقعة مادية جزئية، ومن ثمة فكل نظرية تتضمن قضايا لا يقابلها أي شيء في الواقع فهي ليست بنظرية علمية
مطلب المناقشة
يتعين على المترشح)ة( أن يناقش الأطروحة من خلال مساءلة منطلقاتها و نتائجها مع إبراز قيمتها و حدودها، وفتح إمكانات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره، و يمكن أن يتم ذلك من خلال العناصر الآتية:
← إبراز قيمة الأطروحة:
· يشكل التطابق مع
الواقع معيارا أساسيا لاثبات علمية النظريات العلمية.
· الحقيقة في الفلسفة
تعرف على انها مطابقة الفكر للواقع (قيمة الفكرة في مجال الفلسفة)
· إمكانية الانفتاح
على تصور كلور برنار – المذهب التجريبي).
← بيان حدود الأطروحة:
· الواقع بطبيعته
متغير ( الليل والنهار في القطب الشمالي :
اليوم لا يساوي دائما أربع وعشرون ساعة) مما يعني استحالة الاعتماد عليه
· بروز نظريات علمية
لا يمكن ملاحظتها، يعني لا وجود لما يطابقها على مستوى الواقع
· التطابق مع الواقع
ليس معيارا وحيدا في ميدان المعرفة العلمية
· إمكانية الانفتاح
على تصور روني توم – انشتاين – دوهايم / أمثلة الرياضيات – المنطق – مفهوم الفراغ
مع غاليلي – جزيئات الذرة...
· إمكانية الافتاح على التصورالتركيبي باشلار – رايشنباخ / كارل بوبر
مطلب التركيب
يتعين
على
المترشح)ة( أن يصوغ تركيبا يستخلص فيه نتائج تحليله و مناقشته مع إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم، و يمكن أن يتم ذلك من خلال إبراز الطابع الإشكالي لعلاقة النظرية مع التجربة مع المراهنة على أهمية التكامل بينهما في بناء المعرفة العلمية...
•
التأكيد على تعدد معايير علمية
النظريات العلمية واختلاف طبيعة الموضوع والوقائع التي يشتغل عليها العالم .
•
التجربة لها صلاحيتها عند دراسة
وقائع قابلة للملاحظة .
•
تدخل الخيال والعقل عند
الاشتغال على وقائع ميكروفيزيائية .
• نستخلص في نهاية التحليل والمناقشة إلى أن إشكالية النظريات العلمية والأسس التي تتدخل في تشكلها وبنائها هو أشكال فلسفي وعلمي ( فلسفة العلوم / الابستيمولوجيا) كان موضع نقاش علمي انعكس على طبيعة المواقف التي عالجته بين مؤكد لأهمية الاكتفاء بالتطابق مع الواقع كمعيار واحد ووحيد لتاكيد علمية النظريات العلمية خاصة عند الاشتغال على وقائع ماكروفيزيائية، في حين ذهب فريق من العلماء والفلاسفة لإبراز إمكانية الانفتاح على معايير أخرى خاصة بعد تطور ميدان المعرفة العلمية وانفتاحه على وقائع ميكروفيزيائية ... ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن الاختلاف والتعدد الملاحظ على مستوى المعايير هو ما يمنح المعرفة العلمية يقينيتها وصدقها وصلاحيتها، ويتحدد المعيار الأمثل تبعا لطبيعة الموضوعات والوقائع التي تكون موضوع الدراسة والبحث.
لتحميل درس النظرية والتجربة من هنا
لتحميل منهجية القولة بصيغة PDF من هنا
مشاهدة تمرين تطريقي على منهجية القولة الفلسفية من هنا