المحور الثاني: لحظات أساسية في تطور الفلسفة
وضعية الانطلاق
بعد نشأته وتطوره مع الحضارة اليونانية سينتقل الفكر الفلسفي إلى حضارات
وعوالم وشعوب أخرى، كانت مهيئة لاحتضانه وفهمه وتطويره ووضع بصمتها فيه ليصبح موروثا إنسانية. وقد كانت
الحضارة الإسلامية ثم الحضارة الغربية من بين الحضارات التي عرفت نهضة فكرية و
ثقافية مكنتهما من حمل مشعل التفلسف. فما هي المراحل التي مرت منها الفلسفة ؟ وما
هي اهم الشروط التي مهدت الطريق لظهورها في تلك الحضارات ؟ وما هي أهم المواضيع
التي اهتمت بها الفلسفة الإسلامية والغربية ؟ ومن هم اهم الفلاسفة التي ساهموا في
تطوير الفكر الفلسفي ؟
1/ الفلسفة العربية الإسلامية
أ – ابن رشد( استثمار نص ابن رشد ص24)
إشكال النص
ما حكم الشريعة من دراسة الفلسفة ؟ وما هو تعريف ابن رشد للفلسفة ؟ وما
معنى القياس وما هي انواعه ؟
أطروحة النص
يرى ابن رشد ان الشرع قد اوجب النظر العقلي ( الفلسفة )
التحليل
انتهج ابن رشد نفس مسلك الفلاسفة السابقين عليه في التأكيد على التوافق
التام بين الفكر الفلسفي والشريعة الإسلامية، بين الخطاب الفلسفي والخطاب الديني.
فالفلسفة في نظره هي النظر في الموجودات للدلالة على الصانع ( الخالق عز
وجل) وكلما كانت معرفة الإنسان بالصنعة أتم وأكمل كانت معرفته بالصانع أتم واكمل
كذلك، أي أن دقة المصنوع ( الموجودات والمخلوقات) تؤكد إبداع الصانع.
كما أن الشرع في نظره دعا الناس إلى التأمل في الموجودات باستعمال العقل،
وهو ما أكدت عليه مجموعة من النصوص والآيات القرآنية كقوله تعالى ( فاعتبروا يا
أولي الأبصار) وهذا دليل يؤكد من خلاله ابن رشد على وجود استعمال القياس العقلي أو
القياس العقلي والشرعي. ويراد بالقياس استنباط المجهول من المعلوم واستخراجه منه،
وهو نوعان:
القياس العقلي وهو الذي يعتمد على مقدمات منطقية للوصول إلى نتائج منطقية
كذلك مثل : كل إنسان فان – سقراط إنسان : النتيجة – سقراط فان
القياس العقلي والشرعي: وهو الذي نعتمد فيه على مقدمات شرعية للوصول إلى نتائج عقلية لا
تتعارض مع الأدلة الشرعي مثل :
الخمر حرام(مقدمة شرعية) - الخمر
مسكر – النتيجة : كل مسكر حرام .
إن الشريعة الإسلامية في نظر ابن رشد قد أوجبت النظر العقلي في الموجودات،
وهي نفس الدعوة التي نجد صداها في الفلسفة التي تفيد التأمل والتدبر، مما يعني أن
التفلسف واجب بالشرع .