كما أن الحق قد يقصد به تلك القوة المجرة والمتعالية عن الأفراد, والتي تفرض ما يجب أن يكون في مقابل ما فرض بالقوة والإكراه, أي مجموع القوانين والشرائع المحددة لسلوكات الفرد وتصرفاته مع الآخر داخل المجتمع سواء كان هذا الآخر أفراد أو مؤسسات .
ويدل لفظ العدالة في تداوله العام على احترام حقوق الغير والدفاع عنها كما يدل على الخضوع والامتثال للقوانين والإخلاص للواجبات نحو الآخرين. أما في التداول العامي فترمز العدالة إلى الميزان وهي إشارة إلى النزاهة والتجرد والانصاف أما العدالة عند لالاند فهي صفة لما هو عادل أي في مقابل من هو ظالم .
اذن ما الحق وما العدالة؟ وعند حديثنا عن الحق هل نقصد به ذلك الحق الذي تهبه الطبيعة للإنسان في أن يفعل كل ما يرغب فيه ويريده أم أنه الحق الذي يتأسس على القانون والتعاقد؟ واذا كان هذا القانون قد ساهم في إرساء قواعد العدالة والايخاء بين بني البشر فما علاقته بالحق ؟ أليست العدالة من هذه الزاوية هي تجسيد لقوة الحق عوض حق القوة الذي كان سائدا؟ وهل العدالة مرادفة للمساواة, على اعتبار المجتمع العادل هو المجتمع الذي يساوي بين أفراده في الحقوق والواجبات؟ أم أن العدالة الحقيقية لا تتمثل في المساواة, بل إن كل إنسان هيئته الطبيعة وبالفطرة للقيام بأعمال والاتصاف بميزات لم تمنحها لغيره من الأفراد ؟
لتنزيل الملف بصيغة pdf من هنا
لمتابعة الدرس على اليوتوب من هنا
لتنزيل درس الحق والعدالة pdf من هنا